في كتابه “التطرف في ميزان الاعتدال: الأسباب والنتائج والحلول – رؤية معاصرة”، يقدم الكاتب عامر الفرحان مدخلاً موسعًا إلى عالم الصراع الإنساني الذي بدأ منذ لحظة قتل قابيل لهابيل، وكيف انعكس هذا الصراع على مر العصور بين الحق والباطل. يعتبر الكتاب أن التطرف يشكل تهديدًا خطيرًا يستند إلى عدم الالتزام بالرأي الواحد والتمسك بالانتماء الجماعي، سواء كان ذلك انتماءً دينيًا أو عرقيًا أو ثقافيًا.
تبحث رؤية الكاتب بشكل معاصر في أسباب ونتائج التطرف، حيث يربطه بمصطلحات أخرى مثل الإرهاب، العنف، التنطع، والتعصب. يعزو الكتاب تأثير التطرف إلى العوامل الدينية، مع التأكيد على أن ليس له أصل ديني أو هويتي، بل يأتي في اعتراض مباشر على رسائل السماء وشرائعها. يسلط الضوء على كيفية تأثير التطرف على مختلف جوانب الحياة، سواء كانت سياسية، ثقافية، مذهبية، أو دينية، وكيف يمكن أن يكون التلبس الجنوني والتصرف الفردي ناتجًا عن احتياج الفرد للهروب من تحديات الحياة.
يستعرض الكتاب بشكل مفصل السياق الديني الذي يحفز التطرف، مشددًا على أنه يعتبر السبب المحوري الذي يمد التطرف بالوقود. يوضح الكاتب كيف يندرج الفرد ضمن منظومة تدير حيثيات الأنشطة الاستخباراتية، سواء كانت داخلية أو خارجية، وكيف يتم استغلاله بغية تحقيق انتصارات للعقيدة الدينية عبر أعمال هجينة تشمل اليهودية والمسيحية والإسلام، مع التأكيد على أن هذا يشمل أيضًا الأقليات التي تنتمي إلى طوائف أخرى.
يتناول الكتاب الحلول الممكنة لمواجهة التطرف، مشددًا على ضرورة التفاهم والاحترام المتبادل بين مختلف الأديان والثقافات. يتطرق الكاتب إلى الأدوار الممكنة للدولة والمجتمع في التصدي للتطرف، مع التركيز على أهمية التعليم ونقل القيم الإنسانية. يستند الكتاب إلى دراسات عميقة وتحليل شامل، ويقدم رؤية معاصرة وفريدة لفهم ظاهرة التطرف والتفاعلات المعقدة التي تحيط بها.