لا تنزعجي، إنه وقت التسنين!
يعد التسنين من المراحل الحاسمة في حياة الطفل، وهو يشكل تحديًا كبيرًا للطفل ولعائلته على حد سواء. تمر الأم بتجربة فريدة من نوعها عندما يبدأ طفلها في التسنين، حيث تواجه مجموعة من الأعراض والتغيرات التي قد تؤثر على راحته وصحته العامة. ورغم أن هذه المرحلة قد تكون مزعجة للغاية بالنسبة للطفل، إلا أن هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد الأهل في تخفيف الأعراض وجعل هذه التجربة أكثر تحملًا.
التسنين: ما هو؟
التسنين هو العملية التي يبدأ فيها الطفل في ظهور أسنانه الأولى، وهو جزء طبيعي من نموه وتطوره. يبدأ التسنين عادة بين الشهر السادس والعاشر من العمر، رغم أن هذا يختلف من طفل لآخر. يتم ظهور الأسنان اللبنية في البداية، ثم تبدأ الأسنان الدائمة في الظهور لاحقًا.
تحدث هذه العملية عندما تبدأ الأسنان في الظهور من اللثة، حيث تعمل الأسنان على اختراق اللثة التي قد تكون حساسة ومتورمة، مما يسبب شعورًا بالألم والانزعاج. ومع أن هذه العملية قد تستغرق بضعة أشهر، إلا أن الكثير من الأطفال قد يعانون من أعراض مؤلمة خلال هذه الفترة.
أعراض التسنين
قد يمر الطفل بعدد من الأعراض أثناء فترة التسنين، والتي يمكن أن تتفاوت من طفل لآخر. من أهم الأعراض التي قد يعاني منها الطفل أثناء التسنين:
-
التورم والاحمرار في اللثة: يحدث هذا عندما تبدأ الأسنان في اختراق اللثة، مما يجعلها منتفخة وحمراء. يمكن أن يؤدي ذلك إلى شعور الطفل بعدم الراحة.
-
اللعاب المفرط: تعتبر زيادة إفراز اللعاب من أبرز أعراض التسنين. قد يلاحظ الوالدان أن الطفل يفرز اللعاب بشكل زائد، مما قد يؤدي إلى البلل في منطقة الفم والذقن.
-
الحكة أو الألم في اللثة: عندما يبدأ السن في الظهور، قد يشعر الطفل بألم شديد أو حكة في اللثة. قد يضع الطفل يده أو أي شيء آخر في فمه ليخفف هذا الإحساس.
-
فقدان الشهية أو تغييرات في عادات الأكل: قد يرفض الطفل الطعام أو يعاني من صعوبة في الرضاعة بسبب الألم الذي يشعر به أثناء التسنين.
-
التقلبات المزاجية: يمكن أن يتسبب التسنين في جعل الطفل أكثر عصبية أو بكاءً. قد يكون هذا بسبب الألم أو الانزعاج الذي يشعر به أثناء فترة التسنين.
-
الحمى الطفيفة: في بعض الحالات، قد يعاني الأطفال من درجة حرارة مرتفعة بشكل طفيف أثناء التسنين. ومع ذلك، لا يجب أن يكون التسنين السبب في حمى شديدة أو مستمرة.
كيفية مساعدة الطفل خلال فترة التسنين
على الرغم من أن التسنين هو مرحلة طبيعية من نمو الطفل، إلا أنه قد يكون محبطًا للغاية للوالدين. لحسن الحظ، هناك العديد من الطرق التي يمكن أن تساعد في تخفيف الألم والراحة للطفل أثناء هذه الفترة:
1. استخدام ألعاب التسنين
تعد ألعاب التسنين من الأدوات المثالية التي يمكن أن تساعد في تهدئة اللثة الملتهبة. تتوفر هذه الألعاب بأنواع مختلفة، منها الألعاب القابلة للتجميد التي توفر تأثيرًا مهدئًا عند وضعها في الثلاجة. يمكن للطفل أن يمضغ هذه الألعاب، مما يساعد على تخفيف الألم بشكل طبيعي.
2. استخدام الكمادات الباردة
يمكن استخدام قطعة قماش باردة أو منشفة باردة ووضعها على لثة الطفل لتخفيف التورم والألم. تأكد من أن القماش ليس باردًا جدًا حتى لا يتسبب في صدمة للطفل. يمكن أيضًا تجميد بعض الفواكه أو الخضراوات المخصصة للتسنين.
3. تقديم الأطعمة الباردة
في حال بدأ الطفل في تناول الطعام الصلب، يمكن تقديم أطعمة باردة مثل الزبادي أو قطع الفاكهة المبردة. هذه الأطعمة يمكن أن تساعد في تهدئة اللثة المتهيجة.
4. تدليك اللثة بلطف
في بعض الأحيان، قد يساعد تدليك اللثة بلطف باستخدام أصابع نظيفة في تخفيف الألم الذي يشعر به الطفل. يمكن أن يكون هذا مفيدًا بشكل خاص في الحالات التي يعاني فيها الطفل من تورم في اللثة.
5. استخدام مسكنات الألم المناسبة
يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام مسكنات الألم الخاصة بالرضع إذا كانت الأعراض شديدة. يجب تجنب إعطاء أي أدوية للأطفال دون استشارة الطبيب.
6. الاهتمام بالنظافة
من المهم أن يتم العناية بنظافة فم الطفل أثناء فترة التسنين. على الرغم من أن الأسنان لم تظهر بالكامل بعد، يمكن استخدام قطعة قماش نظيفة أو فرشاة أسنان خاصة بالرضع لتنظيف اللثة بعد الوجبات.
الأطعمة المناسبة للطفل أثناء التسنين
من المهم أن يتم تقديم الأطعمة المناسبة للطفل أثناء مرحلة التسنين لتخفيف الألم وتحفيز نمو الأسنان بشكل صحي. تشمل هذه الأطعمة:
-
الخضراوات والفواكه المطحونة أو المقطعة: يمكن للأطفال في مرحلة التسنين الاستمتاع بالأطعمة المطحونة أو القطع الصغيرة من الفواكه مثل التفاح والموز.
-
الزبادي: يعد الزبادي البارد من الأطعمة المثالية للأطفال في هذه الفترة، حيث يمكن أن يهدئ اللثة ويعزز من الهضم.
-
الطعام البارد: الأطعمة الباردة مثل الهريس المبرد أو عصير الفواكه البارد يمكن أن تساعد في تخفيف الألم وتحفيز التسنين.
عندما يجب استشارة الطبيب
على الرغم من أن التسنين هو عملية طبيعية، إلا أنه في بعض الأحيان قد تتسبب بعض الأعراض في قلق الأهل. إذا كانت الحمى مرتفعة جدًا أو إذا كان الطفل يعاني من إسهال أو قيء، يجب استشارة الطبيب على الفور. قد تكون هذه الأعراض ناتجة عن شيء آخر غير التسنين.
من الأعراض التي يجب أن تدفع الوالدين لطلب المشورة الطبية:
-
الحمى المرتفعة: الحمى التي تزيد عن 38.5 درجة مئوية تعتبر عالية جدًا وقد تشير إلى وجود مشكلة صحية أخرى.
-
الإسهال المستمر: يمكن أن يكون الإسهال علامة على مشكلة صحية تحتاج إلى علاج.
-
القيء المستمر: إذا كان الطفل يعاني من القيء بشكل مستمر، فقد يكون هناك سبب آخر يحتاج إلى اهتمام طبي.
الختام
يمثل التسنين جزءًا أساسيًا من نمو الطفل، رغم ما قد يرافقه من صعوبات. ومع مرور الوقت، سوف يتأقلم الطفل مع هذه التجربة، وستظهر أسنانه بشكل طبيعي. يساعد الدعم المستمر والتدخل المناسب من الوالدين في تخفيف الألم والضغوط التي يمر بها الطفل خلال هذه الفترة. وفي النهاية، ستنقضي مرحلة التسنين، ليظهر الطفل بابتسامة مشرقة وأنيقة بأسنانه الجديدة.
