في عالم مليء بتعقيدات تربية الأطفال، يظهر كتاب “التربية النفسية للأطفال” كمصدر قيم وفريد يسلط الضوء على أبعاد مختلفة لهذا المجال المعرفي الحيوي. يأخذنا المؤلف، مهدي عبيد، في رحلة مثيرة إلى أعماق التفاعل البيني بين علم النفس وعملية التربية، حيث يكشف عن تاريخ تطور هذا العلاقة المعقدة.
منذ بداية العصر الحديث، اتسمت العلاقة بين علم النفس والتربية بالترابط الوثيق، حيث اعتمد المصلحون التربويون على القواعد النفسية لتعزيز آرائهم. وفي هذا السياق، تجلى تأثير بعض النظريات النفسية التي تعاملت بشكل خاص بطبيعة الطفل وعمليات تعلمه. ومع ذلك، لاحظنا كيف أسهمت بعض التيارات الفكرية في إبراز عيوب التأملات النظرية، إذ كان يمكن لكل فرد أن يجد الحقائق التي تدعم رؤيته بغض النظر عن التوجه النظري.
تحفل صفحات هذا الكتاب بالتفاصيل والأمثلة الحياتية التي تستعرض تجارب مختلفة في مجال التربية النفسية. يقدم المؤلف تحليلاً متعمقًا لطبيعة الطفل وتطوره، مستعرضاً بعناية تأثير نظرية التطور على الفهم الحديث لعلم نفس الطفل. وعلى الرغم من التحيزات التي قد يحملها كل فرد، يسلط الضوء على أهمية النظرة المحايدة في تفسير الظواهر النفسية للأطفال.
تبرز قيمة هذا الكتاب في تسليطه الضوء على نواحٍ من التربية النفسية تم تجاهلها بشكل غير مبرر. يسعى الكتاب إلى ملء الفجوات في فهمنا للعمليات النفسية التي يخضع لها الأطفال، ويشكل إسهامًا قيمًا لمكتبة علم النفس وتربية الأطفال. إنه مصدر لا غنى عنه للطلاب والباحثين الراغبين في فهم أعماق علم النفس التربوي وتفاصيله الدقيقة.
صدر هذا الكتاب عن دار القلم للطباعة والنشر والتوزيع عام 1982، ويحمل غلاف ورقي يعكس رونقه وأهميته. يتناول الكتاب في 160 صفحة معلومات غنية وشيقة، ويصنف ضمن فئة الأسرة والطفل، تركز بشكل خاص على تربية الأطفال.