التخلص من الحبوب تحت الجلد: الأسباب والعلاج الفعّال
تُعتبر الحبوب تحت الجلد من المشاكل الجلدية التي يعاني منها العديد من الأشخاص، وهي نوع من أنواع حب الشباب التي تحدث عندما تنسد المسام وتنتفخ خلايا الجلد بسبب تراكم الزيوت أو البكتيريا تحت سطح الجلد. على الرغم من أن الحبوب تحت الجلد لا تظهر عادة على سطح البشرة بشكل واضح مثل الحبوب التقليدية، إلا أنها قد تكون مزعجة ومؤلمة للغاية. كما أنها قد تسبب إزعاجًا جماليًا إذا تُركت دون علاج. في هذا المقال، نستعرض أسباب الحبوب تحت الجلد، طرق الوقاية منها، وأفضل الأساليب العلاجية المتبعة للتخلص منها.
ما هي الحبوب تحت الجلد؟
الحبوب تحت الجلد، والمعروفة أيضًا بـ “الكتل الجلدية” أو “البثور الكامنة”، هي نوع من الحبوب التي تحدث عندما يزداد إنتاج الزيت في الغدد الدهنية تحت الجلد ويحدث انسداد للمسام. هذا الانسداد يمكن أن يتسبب في تكوّن كتلة صغيرة أو كيس تحت الجلد، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى ظهور حبوب غير مرئية، لكنها قد تكون مؤلمة عند الضغط عليها.
عادةً ما تكون الحبوب تحت الجلد أكبر من الحبوب العادية، وقد تأخذ وقتًا أطول لتختفي. هي لا تُرى بالعين المجردة في البداية، لكن مع مرور الوقت قد تبدأ في الظهور على السطح على شكل نتوءات أو بثور كبيرة قد تكون ملتهبة. تكون هذه الحبوب أحيانًا مؤلمة جدًا عند اللمس وقد تسبب احمرارًا وتورمًا في المنطقة المصابة.
أسباب ظهور الحبوب تحت الجلد
تتعدد الأسباب التي تؤدي إلى ظهور الحبوب تحت الجلد، ويمكن أن تختلف من شخص لآخر حسب نوع البشرة والعوامل البيئية والوراثية. لكن هناك بعض الأسباب الشائعة التي تساهم في ظهور هذه الحبوب، نذكر منها:
-
إفراز الزيوت الزائدة:
من أبرز الأسباب التي تؤدي إلى انسداد المسام وظهور الحبوب تحت الجلد هي إفرازات الزيوت الزائدة من الغدد الدهنية. إذا لم يتمكن الجلد من التخلص من هذه الزيوت بشكل طبيعي، فإنها تتراكم في المسام وتسبب التهابات وحبوبًا تحت الجلد. -
البكتيريا:
تعد البكتيريا الموجودة بشكل طبيعي على الجلد أحد الأسباب التي تؤدي إلى تفاقم الحبوب تحت الجلد. عندما تزداد كمية الزيوت والشوائب في المسام، يمكن أن تصبح بيئة مثالية للبكتيريا التي تعزز نمو الالتهابات وبالتالي ظهور الحبوب. -
التغيرات الهرمونية:
التغيرات الهرمونية التي تحدث في فترات مثل البلوغ، فترة الحمل، أو أثناء الدورة الشهرية قد تزيد من إفراز الزيوت، مما يعزز من احتمال ظهور الحبوب تحت الجلد. كما أن تناول بعض الأدوية الهرمونية أو استخدام وسائل منع الحمل قد يؤدي إلى اضطراب في مستويات الهرمونات ويساهم في زيادة ظهور حب الشباب. -
التوتر والضغط النفسي:
يُعد التوتر النفسي من العوامل التي يمكن أن تؤثر سلبًا على صحة البشرة. فقد يؤدي الضغط النفسي إلى زيادة مستويات الكورتيزول، وهو الهرمون الذي يُحرض الغدد الدهنية على إفراز المزيد من الزيوت. هذا بدوره يمكن أن يؤدي إلى انسداد المسام وظهور الحبوب. -
النظام الغذائي:
قد تؤدي بعض الأطعمة التي تحتوي على نسب مرتفعة من السكريات أو الدهون إلى زيادة إفراز الزيوت في البشرة، مما يسهم في ظهور الحبوب. الأطعمة ذات المؤشر الجلايسيمي المرتفع، مثل الأطعمة المقلية والحلويات، قد تؤدي إلى تحفيز الجسم لإنتاج المزيد من الأنسولين، مما بدوره يحفز الغدد الدهنية على إفراز الزيوت بشكل أكبر. -
استخدام مستحضرات التجميل الثقيلة:
بعض مستحضرات التجميل التي تحتوي على مكونات دهنية أو ثقيلة قد تؤدي إلى انسداد المسام وزيادة ظهور الحبوب تحت الجلد. خاصة إذا كانت هذه المنتجات غير متوافقة مع نوع البشرة. -
التغيرات البيئية:
التلوث البيئي والغبار والأوساخ يمكن أن تتراكم على البشرة وتسد المسام. كما أن التعرق المفرط بسبب الطقس الحار أو ممارسة الرياضة قد يساهم أيضًا في حدوث انسداد للمسام، وبالتالي زيادة ظهور الحبوب.
طرق الوقاية من الحبوب تحت الجلد
إضافةً إلى العلاج، من المهم اتباع أساليب للوقاية من ظهور الحبوب تحت الجلد، خصوصًا إذا كنت عُرضة لها. وفيما يلي بعض الطرق الفعّالة للوقاية منها:
-
الاهتمام بنظافة البشرة:
غسل الوجه بانتظام باستخدام منظفات لطيفة وخالية من الزيوت يساعد في التخلص من الشوائب والأوساخ والزيوت الزائدة. من الأفضل تجنب استخدام صابون قوي قد يؤدي إلى جفاف البشرة، لأن ذلك قد يحفز الغدد الدهنية لإنتاج المزيد من الزيوت. -
استخدام منتجات غير كوميدوجينية:
عند اختيار مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة، يُفضل البحث عن المنتجات التي تحمل عبارة “غير كوميدوجينيك”، والتي تعني أنها لا تسد المسام ولا تساهم في تكوّن الحبوب. -
التغذية السليمة:
اتباع نظام غذائي متوازن وغني بالفواكه والخضروات يساعد في تحسين صحة البشرة. كما يُفضل تقليل استهلاك الأطعمة التي تحتوي على نسب عالية من السكريات والدهون المشبعة، لأنها قد تؤدي إلى زيادة الزيوت في البشرة. -
التقليل من التوتر:
ممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل واليوغا يمكن أن تساعد في تقليل مستويات التوتر، وبالتالي تقليل إفراز الهرمونات التي تسبب الحبوب. -
استخدام واقي الشمس:
يُعد التعرض لأشعة الشمس أحد العوامل التي يمكن أن يزيد من تحفيز الغدد الدهنية. لذلك من المهم استخدام واقي شمس مناسب لحماية البشرة من الأشعة فوق البنفسجية.
علاج الحبوب تحت الجلد
تتعدد طرق علاج الحبوب تحت الجلد، وقد يحتاج الأمر إلى مقاربة متعددة للقضاء عليها بشكل فعّال. من العلاجات المتبعة:
-
العلاج الموضعي:
-
منتجات تحتوي على حمض الساليسيليك أو بيروكسيد البنزويل: هذه المكونات تساعد في تنظيف المسام ومنع تراكم الزيوت والبكتيريا.
-
الريتينويد: يساعد الريتينويد على تحفيز تجديد خلايا الجلد، مما يعزز من شفاء البشرة ويقلل من ظهور الحبوب تحت الجلد.
-
الكبريت: يستخدم الكبريت بشكل موضعي للمساعدة في تقليل التورم والالتهابات المرتبطة بحب الشباب.
-
-
العلاج الطبي:
-
المضادات الحيوية: في حالة الإصابة بالتهابات شديدة بسبب البكتيريا، يمكن أن يوصي الطبيب باستخدام مضادات حيوية موضعية أو فموية للحد من نمو البكتيريا.
-
الحقن بالستيرويدات: يمكن أن يحقن الطبيب الكورتيكوستيرويد في البثور الكبيرة تحت الجلد للمساعدة في تقليل التورم والألم بسرعة.
-
-
العلاج بالليزر أو العلاج الضوئي:
العلاج بالليزر أو الضوء يُستخدم بشكل شائع للتخلص من حب الشباب الذي يصعب علاجه بالعلاج الموضعي التقليدي. هذه العلاجات تساعد في تقليل الزيوت في البشرة وقتل البكتيريا المسببة للالتهابات. -
العلاج الكيميائي:
في بعض الحالات، قد يوصي الطبيب باستخدام تقشير كيميائي لتحفيز تجديد خلايا الجلد. يساعد هذا في إزالة الطبقات العليا من البشرة وتنظيف المسام بعمق. -
الوقاية والتعديل السلوكي:
في بعض الحالات، يُعد تعديل نمط الحياة والعناية بالبشرة بشكل دوري هو الحل الأمثل لتجنب ظهور الحبوب تحت الجلد بشكل مستمر. الاستمرار في اتباع العادات الصحية للعناية بالبشرة هو أمر ضروري للحفاظ على بشرة خالية من الحبوب.
الخلاصة
الحبوب تحت الجلد مشكلة شائعة يمكن أن تتسبب في الإحراج والانزعاج، لكنها في أغلب الأحيان قابلة للعلاج. الوقاية من خلال العناية الجيدة بالبشرة، التغذية السليمة، والابتعاد عن العوامل التي تساهم في تفاقم المشكلة تعتبر الخطوة الأولى نحو بشرة أكثر صفاءً وصحة. بالإضافة إلى ذلك، العلاج الطبي والتقنيات الحديثة تقدم حلولًا فعّالة لمن يعانون من هذه المشكلة.
