كتاب “The Killing Hour” للمؤلفة ليزا جاردنر، الذي صدر عن دار نشر بانتام بوكس في يوليو 2003، يعد واحداً من أبرز الأعمال في فئة الإثارة والتشويق. تتميز رواية جاردنر ببنائها الدرامي المحكم والشخصيات المرسومة بعناية فائقة، مما يجعلها تجربة فريدة للقارئ.
تدور أحداث الرواية حول مجرم متسلسل يتبع نمطاً معقداً ومروعاً في اختيار ضحاياه، حيث يختار ضحيتين في كل مرة يضرب فيها. العنصر الأكثر إثارة للقلق في طريقة عمله هو أنه يترك الضحية الأولى لتكون بمثابة مفتاح للعثور على الضحية الثانية، التي تكون محتجزة وعلى حافة الموت البطيء والمحتوم. يحمل كل ضحية الدلائل التي تكفي لإنقاذ الأخرى، لكن الشرطة لم تنجح أبداً في التدخل في الوقت المناسب.
بعد مرور سنوات على هذه الجرائم، وفي ظل موجة حر شديدة غير مسبوقة، يبدأ القاتل لعبته مجدداً بخطف فتاتين، ومرة أخرى يبدأ العد التنازلي مع الزمن. هنا تظهر شخصية العميلة الجديدة في مكتب التحقيقات الفدرالي، كيمبرلي كوينسي، التي تدرك جيداً أن هناك فرصة للحاق بالقاتل قبل فوات الأوان. لكنها تواجه تحدياً كبيراً يتطلب منها تجاوز بعض القواعد والأعراف المتبعة لتتمكن من هزيمة هذا المجرم الذي أتقن لعبته عبر السنين.
الرواية لا تقتصر على كونها مجرد قصة تشويق، بل تعتبر دراسة نفسية عميقة لشخصياتها، سواء كانت للقاتل أو للمحققين، وخصوصاً كيمبرلي كوينسي. يتم تقديم كوينسي كشخصية معقدة ذات طبقات نفسية متعددة، تحاول التغلب على الضغوط النفسية والمهنية التي تواجهها. تستكشف الرواية دوافع القاتل وكيفية تطوره النفسي، وكيف أن زمن الجريمة ظل ثابتاً بالنسبة له، في مقابل تغيرات العالم من حوله.
من الجدير بالذكر أن ليزا جاردنر تمكنت من خلال “The Killing Hour” أن تضع القارئ في قلب الأحداث، مستخدمة أسلوباً يتسم بالتفصيل في وصف الحالة النفسية للشخصيات والمشاهد التي تدور فيها الأحداث. هذا الأسلوب يزيد من تعاطف القارئ مع الشخصيات، ويجعل التجربة القرائية أكثر غنى وتشويقاً.
كما تعالج الرواية موضوعات مهمة مثل الصراع بين الواجب المهني والاعتبارات الشخصية، وتحديات تطبيق العدالة في مواجهة جرائم معقدة وذكية. تتخلل الرواية أيضاً لحظات من التوتر الشديد تجعل منها قراءة مثيرة وملحمية تحبس الأنفاس.
باختصار، “The Killing Hour” ليست مجرد إضافة إلى أدب الجريمة، بل هي عمل يبرز كيف يمكن للأدب أن يكون مرآة للنفس البشرية واستكشاف لأعمق ما فيها من دوافع ومخاوف.