في كتابه الذي يحمل عنوان “Madhouse: الاضطرابات الخاصة بالعمل لصالح الرئيس”، يقدم جيفري بيرنباوم نظرة مثيرة وعميقة إلى حياة العاملين في البيت الأبيض، حيث يُفتح له الباب للوصول إلى ستة كبار الموظفين المسؤولين عن تحويل كلام وسياسات الرئيس إلى واقع، ويصف تجربتهم في وجود رئيس الولايات المتحدة كرئيس لهم، وما يتعين عليهم تحمله من حالة من الاضطراب المستمر، وأزمات لا تنتهي، وأحداث ميلودرامية تحول البيت الأبيض إلى مأوى للجنون.
يُلقي بيرنباوم الضوء في كتابه على الأسباب التي تجعل الأمور تأخذ منحنى سلبيًا بالنسبة للأشخاص الذين يعملون في البيت الأبيض. يروي قصص هاوارد باستر الذي ترك نمط حياته الرغيد كمدافع لتحقيق حلمه الطويل الأمد في تسوية أجندة تشريعية للرئيس. بعد مواجهة العديد من التصويتات القريبة والليالي الساهرة والطفح الجلدي الناتج عن الإجهاد، قرر باستر الاستقالة.
بول بيجالا وجيف إلر، اللذين توقعوا أن يجدوا وسائل جديدة ومقنعة لتوصيل رسالة كلينتون، وجدوا أنه لم يحدث ذلك، لكنهم نجوا بحياتهم المهنية لمدة عامين. دي دي مايرز اعتقدت أنها يمكنها أن تحدث فارقًا بين الرجال البيض الرصينين في الغرفة البيضاء، ولكنها اكتشفت أنه في البيت الأبيض، لا يزال للنساء مكانة ثانوية.
جين سبرلينج وبروس ريد يمثلان الجوانب اللتين تتنازعان في روح بيل كلينتون السياسية، ولكن من الصعب تنفيذ أي سياسة في بيت مجنون، خاصة إذا كانت قد تم تقويضها بواسطة ثورة جمهورية. يعرض الكتاب بشكل رائع وموجز لماذا تحدث الكثير من الأمور السيئة للأشخاص الطيبين الذين يعملون في البيت الأبيض.
وتأتي هذه الرواية الشيقة ضمن فئة التاريخ، وتركز على الولايات المتحدة بشكل عام، مقدمة للقارئ رحلة تفصيلية ومثيرة داخل الأروقة الرئاسية. ينشد الكاتب في أبريل 1996، حيث يلقي الضوء على الأحداث التي حدثت في تلك الفترة، ويسلط الضوء على الأشخاص والأحداث بأسلوب حيوي ومثير، يجعل القارئ يعيش تلك اللحظات كما لو كان هو أحد أعضاء الفريق في البيت الأبيض.