البرستومايد (Alprostadil) وعلاقته بعلاج ضعف الانتصاب: تجربة المرضى والتقييم الفعّالية
تُعد مشكلة ضعف الانتصاب من القضايا الصحية التي تؤثر بشكل كبير على حياة الكثير من الرجال في مختلف الأعمار، والتي يمكن أن تكون مرتبطة بعدد من الأسباب الفيزيولوجية والنفسية. في السنوات الأخيرة، ظهرت العديد من العلاجات التي تهدف إلى تحسين القدرة على الانتصاب، ومنها الأدوية التي تحتوي على مادة البرستومايد (Alprostadil)، والتي تعتبر أحد الحلول العلاجية الموصى بها. في هذا المقال، سنستعرض تأثيرات دواء البرستومايد، استخداماته، وتقييم فعاليته بناءً على التجارب الحية للمرضى.
ما هو البرستومايد وكيف يعمل؟
البرستومايد (Alprostadil) هو دواء يُستخدم لعلاج ضعف الانتصاب، وهو يعمل على توسيع الأوعية الدموية في القضيب، مما يزيد من تدفق الدم ويُساعد في تحقيق الانتصاب. يتم استخدام هذا الدواء بعدة طرق، بما في ذلك الحقن داخل القضيب أو كتحاميل توضع في الإحليل. كما يمكن استخدامه في بعض الأحيان كجزء من علاج مركب مثل “ترميكس” (Trimix) الذي يحتوي على مزيج من المواد الفعّالة، منها البرستومايد، و”بابافيرين” (Papaverine)، و”فازو دايل” (Phentolamine).
يُعد البرستومايد خيارًا علاجيًا مهمًا للرجال الذين لا يمكنهم الاستفادة من الأدوية الفموية مثل السيلدينافيل (Viagra) أو التادالافيل (Cialis) بسبب وجود مشاكل صحية أخرى مثل أمراض القلب أو الأدوية التي تتداخل مع هذه الأدوية.
كيف يتم استخدام البرستومايد؟
يتوفر البرستومايد في شكلين رئيسيين:
- الحقن داخل القضيب: يُحقن الدواء مباشرة في القضيب باستخدام إبرة رفيعة، وهذا يعمل على زيادة تدفق الدم إلى القضيب وبالتالي تحقيق الانتصاب.
- التحاميل: يتم إدخال التحاميل التي تحتوي على البرستومايد في الإحليل (القناة التي تنقل البول من المثانة إلى خارج الجسم).
التجربة الحية لأحد المرضى مع Caverject
شارك أحد المرضى بتجربته الشخصية مع استخدام البرستومايد في شكل حقن تحت الاسم التجاري “Caverject”، وهو المنتج الذي يحتوي على البرستومايد بشكل سائل. وفقًا لرأيه، بدأت تجربته مع حقن 5 ميكروغرامات، ولكن لم يشعر بالكثير من التحسن حيث استمر الانتصاب لمدة 10 دقائق فقط. ثم حاول زيادة الجرعة إلى 10 ميكروغرامات، وكانت الاستجابة أفضل قليلاً، حيث وصل إلى 50% من الانتصاب ولكن دون الوصول إلى الانتصاب الكامل الذي يسمح بالاختراق. حاول مرة أخرى جرعة 20 ميكروغرامات ولكن لم يكن هناك تحسن ملموس.
في مرحلة لاحقة، نصحه الطبيب بتجربة جرعات أعلى من 40 ميكروغرام، ولكن المريض لم يخوض هذه التجربة حتى الآن. على الرغم من فشل حقن البرستومايد، قرر المريض الاستعانة بعلاج مركب آخر يدعى “ترميكس” (Trimix)، وهو مزيج من البرستومايد، بابافيرين وفازو دايل. قد تحققت نتائج جيدة مع هذا العلاج المركب، إلا أنه استخدمه بشكل سائل في البداية، وعندما قرر السفر، اكتشف أن هناك شكلًا من “ترميكس” يتوافر كمسحوق، ونجح هذا الشكل أيضًا في تحسين الاستجابة.
ومن المثير للاهتمام أنه أشار إلى أنه بدأ في تناول دواء “كلوميد” (Clomid)، الذي يُستخدم في بعض الأحيان لتحفيز الهرمونات الجنسية مثل التستوستيرون، وبعد مرور فترة من الزمن، بدأ يشعر بتحسن واضح، حيث لاحظ حدوث الانتصابات الليلية بشكل طبيعي. الآن، يشعر بأنه قد لا يكون بحاجة إلى الاستمرار في حقن البرستومايد أو العلاجات الأخرى، ويأمل أن يتمكن من إيقاف الحقن في المستقبل القريب.
تقييم فعالية البرستومايد
وفقًا لتقييم هذا المريض، كان الدواء فعالًا بشكل جزئي، حيث حصل على بعض التحسن مع الجرعات الأعلى من 10 ميكروغرامات، ولكنه لم يحقق نتيجة مثالية في كل مرة. قام المريض بتقييم فعالية العلاج بدرجة 3 من 5، مما يعكس أن تأثير الدواء كان متوسطًا بالنسبة له، حيث كانت الاستجابة غير كافية لتحقيق انتصاب كامل ومستمر.
الموافقة على البرستومايد
تمت الموافقة على البرستومايد من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية (FDA) في تاريخ 12 سبتمبر 2017 للاستخدام في علاج ضعف الانتصاب. هذا الدواء يُعد من الخيارات العلاجية الحديثة التي تم تطويرها لتلبية احتياجات المرضى الذين يعانون من مشاكل في الانتصاب ولا يمكنهم الاستفادة من العلاجات الفموية الأخرى.
عدد مرات وصف البرستومايد
على الرغم من كونه خيارًا مهمًا في علاج ضعف الانتصاب، إلا أن البرستومايد يُوصف من قبل الأطباء عادة في حالات خاصة، وغالبًا ما يكون آخر حل للمرضى الذين لا يستجيبون للأدوية الأخرى. وفقًا للتقارير، تم وصف الدواء في حالة واحدة فقط لدى هذا المريض، ولكن من المتوقع أن يتزايد استخدامه في المستقبل مع تطور الأبحاث الطبية المتعلقة بفعاليته.
فوائد ومخاطر استخدام البرستومايد
البرستومايد يعد من الأدوية الفعّالة في تحسين الانتصاب، ولكن كما هو الحال مع معظم الأدوية، فإنه يحمل بعض المخاطر والآثار الجانبية. من بين الآثار الجانبية المحتملة:
- ألم في مكان الحقن: قد يعاني بعض المرضى من الألم أو التورم في منطقة الحقن.
- الانتصاب المستمر: في بعض الأحيان، قد يسبب البرستومايد انتصابًا يستمر لفترة طويلة بشكل غير طبيعي (أكثر من 4 ساعات)، وهو ما يتطلب تدخلاً طبيًا عاجلًا.
- تشوهات في القضيب: في حالات نادرة، قد يؤدي الاستخدام الطويل الأمد إلى تغيرات في شكل القضيب أو حدوث تليف.
الخلاصة
البرستومايد هو خيار علاجي مهم للرجال الذين يعانون من ضعف الانتصاب، خصوصًا لأولئك الذين لا يحققون فائدة من الأدوية الفموية الأخرى. ومع ذلك، فإنه لا يحقق دائمًا نتائج مثالية لجميع المرضى، وتختلف فعاليته بناءً على الحالة الصحية لكل فرد. ومن المهم أن يتم استخدامه تحت إشراف طبي مع متابعة دقيقة للتأثيرات الجانبية المحتملة. كما يمكن أن يكون العلاج المركب مثل “ترميكس” خيارًا جيدًا لبعض المرضى الذين لا يستجيبون بشكل كافٍ للبرستومايد بمفرده.