رواية “الانطباعي” للكاتب هاري كنزرو تقدم لنا رحلة استثنائية تأخذنا في عوالم متعددة وتكشف لنا عن حكاية شاب يدعى بران نات رازدان، الذي سيصبح فيما بعد “الانطباعي”. يُعد بران نات رازدان ناتجًا لظروف معقدة، حيث تم إنجابه بواسطة إنجليزي وتم تقديمه من قبل والدته الهندية على أنه ابن زوجها، الرجل الثري ذو الطبقة الاجتماعية العالية. يكبر بران في رفاهية على بُعد قليل من تاج محل، وعندما يبلغ الخامسة عشرة من عمره، تُكشف له حقيقة أصله الحقيقي ويُطرح في الشارع كمنبوذ ومنبطح. هنا تبدأ رحلة غير عادية، شبه أسطورية، لشاب يجب عليه اختراع نفسه للبقاء، وليس مرة واحدة، بل مرات عديدة.
تجد نفسه مسجونًا في بيت دعارة، يرتدي ملابس نسائية، حيث يتم استغلال جماله الحسي ليصبح “روخسانا”، قطعة في لعبة بين المستعمرة والإمبراطورية. يصبح لدى رائد بريطاني فاسق “كلايف”، هدفًا للرغبة، يُعلم أن يكون طالبًا إنجليزيًا نموذجيًا. يهرب إلى بومباي حيث يبدأ حياة مزدوجة باسم “روبرت”، الابن المتفاني لزوجين رعاية اسكتلنديين، وباسم “بريتي بوبي”، فتى الطلبات وأحيانًا سمسار النساء في أكثر منطقة فاحشة في المدينة. ولكن مع بداية التوتر السياسي، يجد نفسه بران في رفقة إنجليزي ميت حتمًا – يُدعى جوناثان بريدجمان. وبعد أن علم بسرعة أن الانطباع يمكن أن يكون بديلاً جاهزًا للواقع، يجد نفسه على متن سفينة بجواز سفر بريدجمان. في لندن أولاً، ثم في أكسفورد، يصقل الانطباعي مهاراته المثلثة، جعل نفسه من أي شخص وأي شيء يحتاج إليه للحصول على ما يريد.
تتميز الرواية بقدرتها على رسم صور واقعية للشخصيات والأماكن، ممزوجة بروح الغموض والتحول المستمر. يستكشف الكاتب في هذا العمل المتقن موضوعات معقدة مثل الهوية والتغيير وتأثير الظروف على مسار الحياة. يتنقل القارئ في هذه السفرة الأدبية بين الثقافات والأزمان، حيث يكون الانطباعي هو البطل الذي يتقن فن التكيف والبقاء في عالم يتغير باستمرار. تاريخ النشر لهذه الرواية الرائعة هو إبريل 2002، وقد صدرت عن دار نشر داتون للكتب الأدبية والروائية.