تعتبر مؤلفات الدكتور خالد إبراهيم المحجوبي من الإسهامات القيمة في فهم مفاهيم الاستشراق وتأثيره على فهم الإسلام وثقافته. يتناول كتابه الأحدث بعنوان “الاستشراق والإسلام” بعمق وتفصيل حقيقة الاستشراق والمستشرقين، مشدداً على الجهود الجبارة التي بذلها هؤلاء المفكرون في استكشاف وتحليل أبعاد الإسلام وفلسفته.
تمتد صفحات الكتاب الـ140 بأسلوب سلس ومفصل، حيث يسلط الضوء على البعد العلمي والثقافي للحركة الاستشراقية. يستعرض المؤلف تفاصيل مختلفة حول مجالات دراستهم وكيف أثرت هذه الدراسات على فهم المجتمعات الإسلامية. يركز بشكل خاص على سبر أغوار مباحث دراستهم، مستعرضاً الانتقادات التي وجهها بعض المستشرقين والرد عليها بشكل مفصل.
الكتاب يسلط الضوء أيضاً على دور الحركة الاستشراقية في تنبيه غفلة أهل الشرق، وخاصة العرب المسلمين، لأهمية تراثهم الفكري والديني. يُظهر كيف أدت هذه الحركة إلى نشوء نشاط فكري علمي ملموس، حيث تجلى ذلك في العديد من الكتب والمصنفات التي تناولت مواضيع تفصيلية وعميقة في مجال الاستشراق.
كما يقدم الكتاب رصداً دقيقاً للرد والتفنيد للشبهات والتلبيسات التي طرحها بعض المستشرقين، موضحاً بذلك مدى الجهود الفكرية المستمرة للرد على هذه الاتهامات. كما يبرز الجانب البحثي للكتاب، حيث يقوم المؤلف بالتحقيق في بعض المواضيع التي أشار إليها المستشرقون في دراستهم والتي لم يلتفت إليها أهل الشرق.
من خلال الغلاف العادي، ينقل الكتاب معلومات قيمة ومفصلة تشد القارئ إلى عمق الموضوع، ويضعه في رحلة فهم شاملة حول الاستشراق وتأثيره على الإسلام. يستحق هذا العمل الأكاديمي الرصين التقدير كمرجع مهم في فهم متطور لعلاقة الاستشراق بالإسلام، ويعكس بذل المحجوبي جهداً مميزاً في هذا المجال.
