الإفرازات قبل الدورة الشهرية: ماذا يجب أن تعرفي عنها؟
تعتبر الإفرازات المهبلية جزءًا طبيعيًا من وظائف جسم المرأة، وتؤدي دورًا حيويًا في الحفاظ على صحة الجهاز التناسلي. ورغم أن معظم النساء قد يواجهن بعض التغييرات في طبيعة هذه الإفرازات خلال دورة الطمث الشهرية، فإن الإفرازات التي تحدث قبل الدورة الشهرية قد تثير الكثير من التساؤلات حول طبيعتها وأسبابها وأثرها على الصحة العامة. في هذا المقال، سنتناول الإفرازات قبل الدورة الشهرية بشيء من التفصيل، بدءًا من تعريفها ووظائفها، وصولًا إلى كيفية التمييز بين الإفرازات الطبيعية وغير الطبيعية، وكيفية التعامل معها.
ما هي الإفرازات المهبلية؟
الإفرازات المهبلية هي سوائل تنتجها غدد في المهبل وعنق الرحم، وهي تقوم بوظائف متعددة منها تنظيف المهبل والحفاظ على توازن البكتيريا الطبيعية فيه. تعتبر هذه الإفرازات مؤشراً صحياً هامًا لحالة الجهاز التناسلي الأنثوي، وتختلف طبيعتها حسب المرحلة التي تمر بها المرأة في دورة الطمث.
دورة الطمث والإفرازات المهبلية
تمر دورة الطمث عند المرأة بمراحل متعددة، تبدأ من مرحلة الطمث (الدورة الشهرية) وتنتهي بنهاية الدورة لتبدأ دورة جديدة. تشمل دورة الطمث أربعة مراحل رئيسية: الحيض، مرحلة الحويصلة، الإباضة، ومرحلة اللوتيوم. في كل مرحلة، تتغير مستويات الهرمونات في الجسم، مما يؤدي إلى تغييرات ملحوظة في الإفرازات المهبلية.
-
الحيض: هو المرحلة التي يتم فيها التخلص من بطانة الرحم التي تكونت استعدادًا للحمل. في هذه المرحلة، تكون الإفرازات قليلة أو غائبة تمامًا.
-
مرحلة الحويصلة: في هذه المرحلة، يبدأ المبيض في تحفيز إفراز هرمونات مثل الإستروجين، مما يؤدي إلى زيادة الإفرازات التي تكون عادة رقيقة وواضحة.
-
الإباضة: تحدث عندما يطلق المبيض بويضة ناضجة استعدادًا للتخصيب. تكون الإفرازات في هذه المرحلة غزيرة وأسطوانية، وقد تكون شفافة أو بيضاء، وتعتبر الأكثر لزوجة في الدورة.
-
مرحلة اللوتيوم: بعد الإباضة، يبدأ الجسم في إنتاج هرمون البروجسترون، الذي يحفز إفرازات مهبلية أقل وضوحًا ولكن أكثر كثافة. إذا لم يحدث حمل، تنخفض مستويات الهرمونات وتبدأ الدورة الشهرية مجددًا.
الإفرازات قبل الدورة الشهرية
قبل الدورة الشهرية، وخاصة في المرحلة التي تسبق الحيض، يمكن أن تتغير خصائص الإفرازات المهبلية نتيجة للتغيرات الهرمونية التي تحدث في الجسم. تكون هذه التغيرات في أغلب الأحيان طبيعية، لكنها قد تكون محيرة لبعض النساء. إليك بعض الخصائص التي قد تلاحظينها في هذه الفترة:
-
كثافة الإفرازات: خلال الفترة التي تسبق الحيض، قد تلاحظين زيادة في كثافة الإفرازات المهبلية. قد تصبح هذه الإفرازات أكثر سمكًا ولزوجة مقارنة بما كانت عليه في منتصف الدورة (الإباضة).
-
لون الإفرازات: يمكن أن يكون لون الإفرازات قبل الدورة الشهرية أبيض أو مائلًا إلى اللون الأصفر الفاتح. ولكن، إذا كانت الإفرازات تحمل لونًا غير عادي مثل الأخضر أو البني، فقد يكون هذا مؤشرًا على وجود عدوى أو مشكلة صحية.
-
الرائحة: من الطبيعي أن تكون للإفرازات المهبلية رائحة خفيفة، ولكن إذا كانت الرائحة قوية أو كريهة، فهذا قد يشير إلى وجود عدوى فطرية أو بكتيرية.
-
الشعور بالحكة أو الحرقة: في بعض الحالات، قد تشعر المرأة بحكة أو حرقة في المنطقة المهبلية قبل الدورة الشهرية بسبب التغيرات الهرمونية التي تؤثر على الأغشية المخاطية. إذا استمر هذا الشعور أو تفاقم، قد يكون هناك حاجة لاستشارة الطبيب.
-
التغيرات في فترة الإفرازات: في بعض الأحيان، قد تلاحظين أن الإفرازات تستمر لفترة أطول أو تأتي بشكل غير منتظم قبل الدورة الشهرية، وهو ما قد يكون نتيجة لتغيرات في مستويات الهرمونات.
الأسباب المحتملة للتغيرات في الإفرازات قبل الدورة الشهرية
تعود التغيرات التي تحدث في الإفرازات المهبلية قبل الدورة الشهرية إلى مجموعة من الأسباب الهرمونية والفيزيولوجية. بعض من هذه الأسباب تشمل:
-
التغيرات الهرمونية: كما ذكرنا، الهرمونات تلعب دورًا كبيرًا في تعديل طبيعة الإفرازات المهبلية. قبل الحيض، يرتفع مستوى هرمون البروجسترون، مما يؤدي إلى زيادة كثافة الإفرازات. قد تختلف هذه التغيرات من امرأة لأخرى حسب مستويات الهرمونات واحتياجات الجسم.
-
التوتر والضغط النفسي: يمكن أن يؤثر التوتر النفسي على مستوى الهرمونات في الجسم، مما قد يؤدي إلى تغيرات في الإفرازات المهبلية. التغيرات في نمط الحياة، مثل التوتر أو الإجهاد، قد تؤدي أيضًا إلى تغييرات في طبيعة الإفرازات قبل الدورة الشهرية.
-
العوامل البيئية: التغذية، التغيرات في نمط الحياة، والتعرض لبعض المواد الكيميائية أو الأدوية قد تؤثر أيضًا على توازن الهرمونات، مما يؤدي إلى تغيرات في الإفرازات المهبلية.
-
الإصابة بعدوى مهبلية: في بعض الحالات، قد يكون التغير في الإفرازات علامة على وجود عدوى مهبلية، مثل العدوى الفطرية أو البكتيرية. قد تترافق هذه الإفرازات مع أعراض أخرى مثل الحكة، والاحمرار، والرائحة الكريهة.
الفرق بين الإفرازات الطبيعية والإفرازات غير الطبيعية
من المهم أن تكون المرأة قادرة على التمييز بين الإفرازات الطبيعية التي تحدث قبل الدورة الشهرية وبين الإفرازات التي قد تشير إلى وجود مشكلة صحية. إليك بعض العلامات التي قد تدل على ضرورة استشارة الطبيب:
-
إفرازات ذات رائحة كريهة: رائحة غير طبيعية قد تكون مؤشرًا على وجود عدوى بكتيرية أو فطرية.
-
إفرازات غير معتادة في اللون: إذا كانت الإفرازات صفراء داكنة أو خضراء، فهذا قد يشير إلى وجود عدوى.
-
حكة أو حرقة: الشعور بحكة أو حرقة يمكن أن يكون نتيجة لوجود التهاب أو عدوى.
-
نزيف غير طبيعي: إذا كنتِ تلاحظين نزيفًا غير طبيعي مع الإفرازات قبل الدورة الشهرية، فقد يكون ذلك علامة على اضطراب هرموني أو مشكلة صحية أخرى.
كيف تعتني المرأة بنفسها في هذه الفترة؟
رغم أن التغيرات في الإفرازات المهبلية قبل الدورة الشهرية هي أمر طبيعي، هناك بعض النصائح التي يمكن أن تساعد المرأة في الحفاظ على صحتها والراحة في هذه الفترة:
-
الحفاظ على النظافة الشخصية: من المهم الحفاظ على نظافة المنطقة المهبلية باستخدام الماء الفاتر والصابون غير المعطر. تجنب استخدام الدش المهبلي أو المواد الكيميائية القاسية.
-
ارتداء الملابس القطنية: ارتداء الملابس الداخلية المصنوعة من القطن يساعد على الحفاظ على جفاف المنطقة المهبلية ويقلل من خطر الإصابة بالعدوى.
-
الترطيب الجيد: إذا شعرتِ بجفاف في المهبل قبل الدورة الشهرية، يمكن استخدام مواد مرطبة أو جل مهبلي للتخفيف من الشعور بعدم الراحة.
-
التقليل من التوتر: يمكن أن يساعد تقليل مستويات التوتر على الحد من تأثيرات الدورة الشهرية بشكل عام، بما في ذلك التغيرات في الإفرازات المهبلية.
-
استشارة الطبيب عند الحاجة: إذا كانت الإفرازات غير طبيعية أو مصحوبة بأعراض أخرى غير مريحة، يجب استشارة الطبيب لضمان الحصول على التشخيص والعلاج المناسب.
الخاتمة
في الختام، تعد التغيرات في الإفرازات المهبلية قبل الدورة الشهرية جزءًا طبيعيًا من الدورة الشهرية للمرأة. ومع ذلك، من المهم أن تكون المرأة على دراية بكيفية التمييز بين التغيرات الطبيعية والتغيرات التي قد تشير إلى مشكلة صحية. من خلال مراقبة هذه الإفرازات والاهتمام بصحتها العامة، يمكن للمرأة الحفاظ على صحة جهازها التناسلي والتأكد من عدم وجود مشاكل صحية تؤثر على حياتها اليومية.
