في السنوات الخمس عشرة الماضية، أصبحت حوادث الإرهاب المعادية للأمريكيين أكثر شيوعًا بشكل متزايد. حتى وقت قريب، كان الأمريكيون يعتقدون أن مثل هذه الأعمال العنيفة لن تحدث على أرض أمريكية. ففي عام 1993، شهدت مدينة نيويورك الأمريكية، مركز التمويل الأمريكي، تفجير برجي مركز التجارة العالمي، وكانت هذه الحادثة صدمة كبيرة.
يأتي كتاب “الإرهاب والإعلام” للقراء في مفترق طرق في تاريخ أمريكا، حيث يتوقع الخبراء الأمنيين الوطنيين المزيد من أعمال الإرهاب الدولي داخل البلاد وخارجها. يؤكد الكاتب أن الإرهابيين ناجحون للغاية في استغلال الرابط الحيوي بين وسائل الإعلام، الرأي العام، وعملية اتخاذ القرار – نمط يمكن تسميته بحساب العنف. يعمل الإرهاب لأن تغطية وسائل الإعلام لمثل هذه الحوادث تؤثر على الجمهور الأمريكي لدعم ردود الفعل الحكومية التي تحمي ضحايا الإرهاب، وقد تكون ذات كلفة باهظة على صعيد المصلحة الوطنية. علاوة على ذلك، يميل الرؤساء والمسؤولون الكبار الآخرون إلى اتباع الرأي العام.
يتناول الكتاب بأسلوب صحفي حيوي الأبحاث العلمية لحوادث صادمة مثل أزمة رهائن إيران، واختطاف سفينة أكيلي لاورو ورحلة TWA 847، والتفجيرات في مطار روما وعلى متن الرحلة 103 لشركة بان أم. وفي هذه العملية، يلقي الكاتب نظرة نقدية على ممارسات عمالقة وسائل الإعلام مثل نشرة أخبار سي بي أس المسائية وصحيفة نيويورك تايمز.
يشمل “الإرهاب والإعلام” تقييمًا لتفجير مركز التجارة العالمي وينظر إلى التشابهات والاختلافات بين الإرهاب داخل وخارج البلد المستهدف. هذا الكتاب الأول الذي يركز حصريًا على عواقب الإرهاب ضد الولايات المتحدة سيكون قراءة أساسية للسياسيين والصحفيين وغيرهم من المهنيين الذين يواجهون هذه القضايا مباشرة. سيكون مفيدًا بالمثل للقارئ العام الذي يهتم بالجماعات الإرهابية والمشاكل الهائلة التي تسببها حتى لأقوى دولة في العالم.
هذا الكتاب المثير للجدل والذي يعتمد على أبحاث موثقة بشكل جيد يضع إشكالية العلاقة بين الإرهاب ووسائل الإعلام في ضوء جديد، مما يجعله قراءة لا غنى عنها لمن يرغب في فهم التفاعلات المعقدة بين السلطة والإعلام في عصر العولمة والتكنولوجيا الرقمية.