في غمرة الأطلس الاقتصادي للعالم الإسلامي الذي خطه الباحث والكاتب البارع عبد الرحمن حميدة، تتجلى أمامنا لوحة تفصيلية مذهلة تستكشف أغوار الحقائق الاقتصادية للدول الإسلامية. يعتبر هذا الأطلس مصدرًا معرفيًا ثريًا، حيث يجمع بين النصوص الوافية والصور المعبرة، مقدمًا للقارئ رحلة شيّقة عبر التفاصيل الملموسة والمفصلة التي تكشف عن تفاصيل اقتصادية مثيرة للاهتمام.
على مدى 472 صفحة، يقوم الكاتب بمحاورة القارئ حول واقع الأوضاع الاقتصادية في دول العالم الإسلامي. يتناول الكتاب مستويات معيشة السكان ويسلط الضوء على التحولات الاقتصادية التي شهدتها هذه الدول. وفي هذا السياق، يقدم الأطلس نظرة شاملة عن ميزانية هذه الدول، مسلطًا الضوء على القطاع الزراعي وتأثيره في تنمية الاقتصاد.
تعتبر الصور المصاحبة للنصوص من أهم عناصر هذا الأطلس، حيث تلعب دورًا بارزًا في تجسيد الواقع الاقتصادي لتلك الدول. تقديم النصوص بطريقة سلسة ومنسجمة يجعل قراءة الكتاب تجربة لا تُنسى، حيث يستطيع القارئ أن يستمتع بفحص التفاصيل والتأمل في الرؤى المستقبلية التي يرسمها الكتاب.
صدر هذا العمل الرائع في عام 1997 عن دار الفكر المعاصر، وقد اختيرت غلاف ورقي يعكس جودة المحتوى والأهمية الكبيرة للمعلومات التي يقدمها الأطلس. يندرج الكتاب تحت فئة التاريخ والجغرافيا، حيث يقدم للقارئ فهمًا شاملاً للأحداث والتحولات الاقتصادية التي مرت بها دول العالم الإسلامي.
في النهاية، يظل هذا الأطلس مرجعًا قيمًا للباحثين والمهتمين بالشؤون الاقتصادية والتاريخية للدول الإسلامية، حيث يقف كشاهد على التطورات والإنجازات التي حققتها تلك الدول على مر العقود، ويعكس بوضوح الجهود المبذولة في تحقيق التنمية الاقتصادية ورفاهية المجتمعات في هذا السياق الحيوي والمتغير باستمرار.