“دايل-أ-غوست”، الذي يُترجم إلى “اتصل بشبح”، هو عمل أدبي يجسد أسلوب الكاتبة إيفا إبوتسون في الكتابة، والذي يمزج بين الخيال والدعابة بطريقة تستهوي القراء من الفئات العمرية الصغيرة، وتحديدًا فئة الأطفال. الكتاب، الذي رُسمت إيضاحاته بواسطة كيفن هوكس، يُعتبر من الأعمال البارزة في مجال الأدب الخيالي الفكاهي للأطفال وقد تم نشره بواسطة دار نشر “بافين بوكس” في أبريل من عام 2003.
القصة تدور حول وكالة خيالية تُدعى “وكالة دايل-أ-غوست” التي تعمل على توفير منازل مناسبة للأشباح. الشخصيات الرئيسية في الرواية، فولتون وفريدا سنود-بريتل، يمثلان ثنائيًا ذا نوايا شريرة حيث يسعيان لاستخدام الأشباح لتخويف ابن عمهما الصغير والوريث، أوليفر، حتى الموت. هذا الخط الدرامي يكشف عن النزعة الشريرة لبعض الشخصيات التي تحاول استغلال الأشباح لتحقيق مآربها الخاصة.
تُظهر الرواية كيف أن سنود-بريتل يطلبان من الوكالة أن ترسل لهما الأشباح المرعبة المعروفة باسم “الصراخين”، وهما شبحان معروفان ببقع الدماء عليهما وخلافاتهما المستمرة. لكن بسبب خطأ في الوكالة، يتم إرسال عائلة ويلكينسون، وهي عائلة من الأشباح اللطيفة، بدلاً من ذلك. هذا الخطأ يجلب توجهًا مختلفًا للأحداث حيث تحاول هذه العائلة الشبحية الطيبة إحباط خطط سنود-بريتل الشريرة.
تعتبر شخصيات الأشباح في الرواية، خاصة عائلة ويلكينسون، مثالاً على كيف يمكن للكائنات الخارقة أن تكون مصدراً للخير والتعاطف. تتعامل الرواية مع مواضيع مثل الأسرة والحماية والشجاعة من خلال مغامرات هذه الأشباح التي، رغم كونها من عالم آخر، تظهر مشاعر وأحاسيس إنسانية عميقة.
إيفا إبوتسون، من خلال كتابتها، تنجح في خلق عوالم خيالية تثير الإعجاب والتفكير، وتقدم من خلال شخصياتها دروسًا في الأخلاق والقيم بطريقة تجذب القارئ الصغير وتعلمه. الرواية لا تقتصر فقط على التسلية، بل تعمل على تنمية الإدراك والتعاطف لدى القارئ.
كيفن هوكس، من جهته، يضفي برسوماته الإيضاحية بُعدًا آخر على النص، حيث تسهم هذه الرسومات في تعزيز الأجواء وتخيل الشخصيات والمواقف، مما يجعل القراءة أكثر تفاعلية ومتعة. تصويره الفني يُبرز الخصائص الفريدة لكل شبح ويعكس الأجواء العامة للقصة من الكوميديا والغموض.
إن “دايل-أ-غوست” لإيفا إبوتسون يمثل إضافة قيمة لمكتبة أدب الأطفال ويعكس كيف يمكن للأدب أن يُعلم ويُسلي في الوقت نفسه من خلال تقديم قصص تحمل طابعًا خياليًا ولكن بأبعاد معنوية وإنسانية عميقة. يُمكن للقراء من الفئات العمرية الصغيرة الاستمتاع بهذه الرواية واستخلاص العبر من تجارب شخص