يعتبر كتاب “الأسرار المخفية: التاريخ الكامل للتجسس والتكنولوجيا المستخدمة لدعمه” من بين الأعمال المميزة التي تستحق القراءة، حيث يقدم نظرة مثيرة وشاملة إلى عالم الجاسوسية الحقيقي. فمن خلال جمعه بين العلم والتاريخ والتكنولوجيا، يسلط الضوء على دور التجسس وأهميته في الأحداث العالمية. يُعتبر التجسس، الذي يُشبه في الكثير من الأحيان بأنه “المهنة الثانية الأقدم”، دورًا حيويًا سواء في الحروب أو في فترات السلم. فمن سرقة المخططات، إلى معرفة قدرات العدو، وإلى خداع الخصم، كل هذه الجوانب تُعتبر أساسية للفوز سواء في الحرب أو في السلم. وقد استخدم سون تزو، في كتابه “فن الحرب”، التجسس بشكل واسع واعتبر الطريقة المثلى لهزيمة العدو هي تفادي المعركة تمامًا من خلال الخداع والحيل لتشتيت وتضليل الخصم وفي نهاية المطاف الانتصار عليه.
في عام 1780، قام جورج واشنطن بتكوين شبكة تجسس تُعرف بـ “حلقة كولبر”، حيث استخدموا أحدث التكنولوجيا في تتبع سفن العدو من خلال التواصل بواسطة الأحبر الخفية وإشارات مثل تعليق عدد محدد من المناديل على حبل الملابس. وقد تطورت تقنيات التجسس والتكنولوجيا الجاسوسية من إرسال الإشارات من خلال المناديل وكسر رموز آلة الإنيجما إلى التقنيات الاستخباراتية الحالية التي تعتمد على الصور الفضائية ومراقبة الهواتف الخلوية والاتصالات عبر الإنترنت.
ومع دراسات الحالة ومئات الصور، يقدم “الأسرار المخفية” نظرة مثيرة وشاملة إلى جميع هذه التقنيات الرصدية وتكنولوجيا التجسس والجواسيس أنفسهم. إنها رحلة مذهلة إلى عالم التجسس، تتيح للقارئ فهمًا عميقًا للأساليب المستخدمة والتطورات التي شهدها هذا المجال عبر التاريخ.
يندرج هذا الكتاب تحت فئة الجريمة الحقيقية والتجسس، ويُعتبر أحد الأعمال المميزة في هذا المجال. وقد نشرته دار “فايرفلاي بوكس” في شهر أبريل من عام 2002.