عند النظر إلى السماء اللامعة في الليل، يتبادر إلى الذهن تساؤلات عديدة حول الكواكب والأجرام السماوية التي تحظى بإعجابنا. إحدى تلك الكواكب التي تثير فضولنا هي “كيبلر-564 ب”. إنها عالم غامض يدور حول نجم براق في سماء الفضاء، مسافته عنا تبلغ حوالي 2815.0 سنة ضوئية، ورغم بعدها، فإنها تبرز بوضوح بسبب سطوع نجمها الذي يصل إلى 14.883 قدر ظاهري.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2016، عن طريق استخدام أسلوب الكشف عبر العبور، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يسبب انخفاضاً طفيفاً في سطوعه. هذه الظاهرة الفلكية تعتبر وسيلة فعالة للكشف عن الكواكب البعيدة.
رغم أن “كيبلر-564 ب” يشبه في خصائصه كوكب نبتون، إلا أنه يظهر بتفاصيل فريدة. إذ يتميز بكتلة تعادل 19.4 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكباً ذا كتلة ضخمة. ولفهذا الكوكب المثير، يبلغ قطره 0.413 قطر الكوكب المشتري، مما يضفي عليه سمة خاصة وجاذبية فريدة.
تتمثل مفاجأة أخرى في المعلومات حول مدار “كيبلر-564 ب” حول نجمه الأم. إذ يكمن هذا الكوكب في مدار يبلغ نصف قطره 0.0484 وحدة فلكية، ويتميز بفترة دوران قصيرة تبلغ 0.010403832 يوم. هذا يعني أن الكوكب يدور حول نجمه بسرعة فائقة، ما يضيف إلى سحر هذا الجسم الفضائي.
رغم عدم وجود تغيير في الشكل المداري لهذا الكوكب (بحيث يكون التمدد المداري يقترب من الصفر مع الدورة الزمنية)، فإنه يظل محط اهتمام المراقبين الفلكيين والعلماء الفضائيين.
باستخدام أساليب الكشف المتطورة، نجح العلماء في الكشف عن هذا العالم البعيد، وهو يضيء في سماء الفضاء كنجمة منعكسة لعظمة الكون وتعقيداته. إن اكتشاف “كيبلر-564 ب” يمثل نقطة فارقة في مجال الفلك ويضيف إلى معرفتنا بالكواكب الخارجية والأنظمة الشمسية البعيدة.