في تاريخ اكتشاف الفضاء اللامتناهي، ظهرت كواكب عديدة تحمل في طياتها ألغازاً مثيرة وتفاصيل مدهشة، ومن بين هذه الكواكب المثيرة التي أضاءت سماء الفلك ببريقها الخاص نجد “كيبلر-311 ب”. إنها عملاقة فضائية تتميز بمجموعة من الخصائص الفريدة التي تجعلها تبرز في سماء الفضاء كنجمة لامعة.
تمتلك كوكب “كيبلر-311 ب” موقعاً استثنائياً في السماء، حيث يُقدر مسافتها عنا بنحو 2540 وحدة فلكية. تتألق بسطوع يبلغ 13.902 درجة نجومية، مما يجعلها واحدة من الكواكب الساطعة التي تلفت الانتباه في السماء الليلية. تُصنف كـ “سوبر إيرث”، مما يعني أنها تمتاز بحجم أكبر من الأرض، وتحمل في طياتها أسراراً تجعلها تجذب انتباه العلماء والباحثين في ميدان الفلك.
تم اكتشاف هذا الجسم الفضائي الرائع في عام 2014، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام المجتمع الفلكي ومرصد الفضاء. يعزى الاكتشاف إلى استخدام أسلوب العبور الفلكي الذي يعتمد على مراقبة تغيرات الإضاءة عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم، وهو الأسلوب الذي يسمى بـ “العبور”.
فيما يتعلق بخصائصها الفيزيائية، يظهر “كيبلر-311 ب” بأبعاد غير عادية، إذ تبلغ كتلتها مضاعف 3.53 مقارنة بكتلة الأرض، مما يجعلها من الكواكب الثقيلة والجاذبة بشكل لافت. وبالإضافة إلى ذلك، يشير مضاعف نصف قطرها إلى أن حجمها يعادل 1.7 مرة حجم الأرض، مما يبرز تنوع الكواكب في الكون.
تدور “كيبلر-311 ب” حول نجمها الأم بمسافة تُقدر بحوالي 0.087 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانها حوالي 0.025188226 يوم فقط، ما يجعلها من الكواكب ذات الدورة القصيرة. على الرغم من أنها تتميز بشكل رئيسي بمدار دائري ولا تظهر به تذبذب كبير، إلا أن تلك السمات تجعلها مثيرة للاهتمام وتثير تساؤلات حول تطور الكواكب في الفضاء الخارجي.
تمت عملية اكتشاف “كيبلر-311 ب” باستخدام أسلوب العبور، حيث تم رصد تأثيرها على ضوء النجم الأم أثناء مرورها أمامه. وهذا الأسلوب الدقيق يتيح للعلماء فهم تكوينات الكواكب ومعالمها الرئيسية.
باختصار، يشكل اكتشاف “كيبلر-311 ب” خطوة هامة في مجال الفلك، حيث يوفر لنا نافذة جديدة لفهم أسرار الكواكب خارج نظامنا الشمسي، ويفتح أبواب الاستكشاف الفضائي لمعرفة المزيد عن هذه الأجرام السماوية الغامضة والفريدة في عالم الكواكب والفضاء اللامتناهي.