في إحدى أقاصي السماء، تتلألأ نجمة ذات بريق خافت تُعرف بـ TYC 8998-760-1، وبعيداً عن بريقها، تدور كواكبها الصامتة، ومن بين هذه الكواكب تبرز كوكبان يحملان الأسماء الأبجدية “c” و “d”، وتعتبر هاتان الكوكبان من بين أكثر الأجرام السماوية إثارة وغموضًا.
من بين تلك الأسرار الكونية التي تحملها هذه الكواكب، يبرز البعد الذي يفصلنا عنها، حيث تبعد مسافة تصل إلى حوالي 309.0 سنة ضوئية، ما يعني أن الضوء يستغرق أكثر من ثلاثة قرون ليصل من هذا النجم إلينا، ما يجسد البعد الفلكي الهائل الذي نحن فيه عن هذا العالم الغامض.
وبالرغم من بريق نجمها الذي يبلغ 11.124 من وحدة القياس المعروفة بالمقدار الظاهري للنجوم، إلا أن هذا النجم يحتضن كواكبه بعيداً عن أعيننا، مما جعل اكتشافها تحدٍ كبيرًا للعلماء.
ومن بين هذه الكواكب، تبرز كوكب يحمل الصفة الجليلة “العملاق الغازي”، فهو يعتبر من الكواكب التي تتكون بشكل رئيسي من الغازات، مما يمنحه طبيعة فريدة وغنية بالتفاصيل الفلكية المثيرة.
تم اكتشاف هذا العملاق الغازي في عام 2020 من خلال تقنية التصوير المباشر، حيث استخدم العلماء أحدث التقنيات والأجهزة الفلكية لرصد هذا الجسم السماوي الغامض.
وعند التحدث عن خصائص هذا الكوكب العملاق، نجد أنه يتمتع بكتلة تعادل مضاعفًا مقداره 6.0 من كتلة كوكب المشتري، الذي يُعتبر معيارًا لقياس كتلة الكواكب العملاقة في المجموعة الشمسية.
وبالمثل، يتمتع هذا العملاق الغازي بنصف قطر يعادل 1.1 مرة قطر كوكب المشتري، مما يعطينا فكرة عن حجمه الضخم وشكله الجذاب في الفضاء الخارجي.
وتدور هذا الكوكب العملاق حول نجمه الأم TYC 8998-760-1 على مدار يبلغ حوالي 320.0 وحدة فلكية، ويستغرق فترة دورانه حول النجم الأم حوالي 5727.6 يومًا، مما يعكس حركته البطيئة وثباته في مداره حول النجم.
ومن الجدير بالذكر أن مدار هذا الكوكب العملاق يتميز بالدوران المستقر، حيث يتميز بانحراف صفري تقريبًا، مما يعكس ثبات حركته وانتظام دورانه حول نجمه الأم بشكل متواصل.
بهذه الخصائص الرائعة والغامضة، يظل كوكب TYC 8998-760-1 c محط جذب واهتمام للعلماء والمهتمين بعلم الفضاء والفلك، حيث يفتح أمامهم نافذة جديدة لاستكشاف أسرار الكواكب البعيدة والتعرف على أسرار الكون وأغواره العميقة.