في أعماق السماء، تتوسع أفقات علم الفلك ليتنقل بنا إلى عوالم بعيدة، حيث يتجلى إعجاز الكون وتناغم الأجرام السماوية. واحدة من هذه العوالم البعيدة تحمل اسم “MOA-2011-BLG-293L”، وهي نجم يتلألأ في سماء الليل على بعد يصل إلى 25183 سنة ضوئية من الأرض.
في هذا الفضاء البعيد، يظهر لنا كوكب غازي ضخم يتألق في رحاب اللانهاية، يحمل اسم “MOA-2011-BLG-293Lb”. تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2012 من خلال استخدام أسلوب فريد للكشف يعرف باسم “Gravitational Microlensing”.
رغم أن النجم الأم، MOA-2011-BLG-293L، يظهر بتألقه في السماء، إلا أن درجة سطوع النجم ليست معروفة بشكل دقيق، حيث يظهر هذا الجزء من السماء بشكل خافت وغامض. يضفي هذا الغموض لمسة من التحدي على الباحثين الذين يسعون لفهم أعماق هذا الكوكب ومحيطه.
الكوكب MOA-2011-BLG-293Lb، المعروف أيضًا باسم “العملاق الغازي”، ينتمي إلى فئة الكواكب الغازية التي تتميز بتكوينها الرائع من الغازات الثقيلة. يعتبر هذا العملاق الغازي بأنه يحمل طابعاً فريداً في عالم الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
تتميز الخصائص الفيزيائية لهذا الكوكب بكتلة تعادل 4.8 مرة من كتلة المشتري، العملاق الغازي السائد في نظامنا الشمسي. وبينما يتمتع بشكله الضخم، يظهر الكوكب بشكل غريب بفضل نسبة نصف قطر تعادل 1.15 مرة من نصف قطر المشتري.
يتحرك الكوكب MOA-2011-BLG-293Lb حول نجمه الأم بمسافة تبلغ 1.1 وحدة فلكية، مكملاً دورة كاملة حول نفسه في فترة تقدر بـ 8.2 سنة. يظهر هذا الكوكب بطابع فلكي استثنائي، حيث يميل إلى الدوران بشكل دائم بدون أي تحول في مداره، وذلك بفضل صفات الجاذبية الميكانيكية المذهلة التي تظهر عندما يتم استخدام تقنية العدسة الثقيلة الجاذبة.
تعد طريقة اكتشاف هذا العملاق الغازي باستخدام “Gravitational Microlensing” من بين الطرق الفعالة التي تساعد على كشف الكواكب في مناطق بعيدة جداً من الفضاء، وهي تضيف بعداً جديداً إلى فهمنا لتنوع العوالم خارج نطاق نظامنا الشمسي.
إن هذا الاكتشاف يبرز مدى التنوع الرائع في الكواكب التي تدور حول نجوم أخرى في الكون اللامتناهي، ويمثل نقطة انطلاق جديدة لاستكشافاتنا المستقبلية للأسرار الكونية التي تبقى في انتظار الكشف.