في عالم الفلك الرائع، تتلألأ الكواكب الغازية مثل لؤلؤة في سماء اللانهاية، ومن بين هذه اللؤلؤات تبرز كوكب WASP-8 c، الذي ينتمي إلى عائلة العمالقة الغازية، ويقع على بعد مسافة تبلغ حوالي 293 وحدة فلكية من الأرض. تبرز قوة سطوع نجمه الأم، الذي يبلغ 9.789 في المقياس المطلق للسطوع، كمرشد يسهل رؤية هذا العملاق الغازي البعيد.
تم اكتشاف كوكب WASP-8 c في عام 2013، ومنذ ذلك الحين، أصبح مصدرًا للاهتمام العلمي والفضول للباحثين والعلماء على حد سواء، حيث يحمل في طياته العديد من الأسرار والتحديات التي تنتظر الكشف عنها ودراستها.
ومن بين السمات البارزة لهذا العملاق الغازي، يأتي النظر إلى مضاعف كتلته، حيث يعادل 9.45 ضعف كتلة كوكب المشتري، العملاق الغازي الشهير في نظامنا الشمسي. تتألق الكواكب الغازية بأحجامها الهائلة وأنواعها المتنوعة، وتأتي WASP-8 c لتؤكد هذا الأمر بقطر يبلغ 1.12 ضعف قطر كوكب المشتري.
تدور WASP-8 c حول نجمه الأم بنظام مداري مميز، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 5.28 وحدة فلكية، ويستغرق الكوكب حوالي 11.8 يومًا ليكمل دورة كاملة حول نجمه. هذا المدار يتميز بتمركزه الدائري، حيث يبلغ الانحراف عن التمركز صفر، مما يضفي عليه ثباتًا واستقرارًا نسبيًا في حركته حول النجم.
ومن بين الأساليب الحديثة لاكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، يأتي استخدام أسلوب السرعة الدورانية (Radial Velocity)، الذي يساعد على رصد الاهتزازات الدقيقة في الحركة الدورانية للنجم، ومن ثم تحديد وجود كواكب تعبر أو تؤثر على هذه الحركة بقدر كبير. وقد استخدم هذا الأسلوب بنجاح لاكتشاف WASP-8 c، ما أضاف قطعة جديدة من اللغز الكوني لدينا وأثار الفضول لدى الباحثين لفهم أسرار هذا العالم السحري الممتد إلى الأبعاد اللانهائية.