في عالم الفلك المذهل، تبرز كواكبٌ مدهشة تثير الفضول والتساؤلات، ومن بين هذه الكواكب تأتي WASP-114 b، التي تُعتبر إحدى الكواكب العملاقة الغازية في الفضاء الخارجي، حيث تتميز بمجموعة من السمات الفريدة والملفتة.
بدايةً، يجب أن نلقي نظرة على الموقع الذي تتواجد فيه WASP-114 b في الكون الواسع، حيث يبلغ متوسط مسافتها عن الأرض حوالي 1707 وحدة فلكية، وتقدم هذه المسافة الشاسعة فرصة رائعة للعلماء لدراسة خصائصها وتكوينها بشكل مفصل.
وبالنظر إلى النجم الذي تدور حوله، يظهر أنه يتمتع بلمعان يبلغ حوالي 12.685 من وحدة قياس القدر النجمي، مما يضفي على النظام الكوكبي الذي تنتمي إليه WASP-114 b بعدًا إضافيًا من الغموض والإثارة.
أما عن خصائص WASP-114 b نفسها، فهي تعتبر كوكبًا عملاقًا غازيًا، مما يعني أنها تتكون في الغالب من غازات مثل الهيليوم والهيدروجين، مما يجعلها تبرز بشكل مميز في تشكيلة الكواكب التي تحوي على جاذبية هائلة وجو متكون من الغاز.
تم اكتشاف WASP-114 b في عام 2016، وهو اكتشاف يعزز فهمنا للكواكب خارج مجموعتنا الشمسية، مما يجعلها جزءًا مهمًا من التطور المستمر لمجال الفلك والفضاء.
وبالنسبة إلى خصائصها الفيزيائية، يظهر أن كتلة WASP-114 b تقدر بحوالي 1.769 مرة كتلة المشتري، الكوكب العملاق في مجموعتنا الشمسية، بينما يبلغ نصف قطرها حوالي 1.339 مرة نصف قطر المشتري أيضًا، مما يبرز حجمها الهائل وأبعادها الضخمة.
وعند التركيز على مدارها، نجد أن WASP-114 b تدور حول نجمها الأم بنسبة تبلغ حوالي 0.02851 وحدة فلكية، ويستغرق دورانها حول النجم فترة زمنية تبلغ حوالي 0.0041067763 يوم، مما يظهر سرعة دورانها العالية وقربها النسبي من نجمها.
وعلى الرغم من وجود بعض الاختلافات في شكل مدارها، حيث تظهر قليلاً من الانحراف عن المدار المستقيم، إلا أن هذا الانحراف يعتبر ضئيلاً بمقدار 0.01، مما يجعلها تقترب إلى حد كبير من دوران منتظم حول نجمها.
وأخيرًا، تم اكتشاف WASP-114 b باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي أحد الأساليب الفعالة التي يستخدمها العلماء لاكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتعتمد هذه الطريقة على رصد انخفاض في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام وجهة الرصد من النجم، مما يكشف عن وجود الكوكب ويوفر معلومات قيمة حول خصائصه.
بهذه الطريقة، تتجلى أمامنا WASP-114 b كوكبًا مذهلاً يثير الدهشة والاهتمام، والذي يلقي الضوء على تعقيدات الكواكب خارج مجموعتنا الشمسية ويسهم في توسيع معرفتنا وفهمنا للكون الواسع الذي نعيش فيه.