في سماء الفضاء الخارجي، تتلألأ نجوم عديدة، وتدور حول بعضها البعض كواكب متعددة، ومن بين هذه العوالم الساحرة تبرز كوكب يُدعى TrES-2b، الذي يُعتبر واحدًا من أكبر العمالقة الغازية التي يعرفها الكون. يتواجد هذا الكوكب على بعد حوالي 702.0 سنة ضوئية من الأرض، مما يجعله جزءًا من المنظومة الشمسية البعيدة المُعروفة باسم TrES-2.
يظهر لنا هذا الكوكب الضخم في سماء الليل كنقطة ضعيفة في عالم النجوم، إذ تبلغ سطوعه النجمي حوالي 11.254 مقياسًا نسبيًا. TrES-2b هو عملاق غازي ينتمي إلى فئة الكواكب الغازية، حيث يتكون بشكل رئيسي من الهيدروجين والهليوم، مع وجود طبقة سميكة من الغازات المختلفة تحيط به.
اكتشف هذا العملاق الغازي TrES-2b في عام 2006، عندما كانت التكنولوجيا الفضائية تصل إلى مرحلة متقدمة من النضج. ومن خلال استخدام أساليب الكشف عن الكواكب المارة أثناء عبورها أمام نجمها الأم، تم رصد هذا العملاق الغازي بالتحديد.
يتمتع TrES-2b بكتلة تقارب 1.49 مرة كتلة المشتري، العملاق الغازي في المنظومة الشمسية، ولكن يتميز بنصف قطر أكبر، حيث يبلغ نصف قطره حوالي 1.36 مرة نصف قطر المشتري. يدور هذا الكوكب العملاق في مدار ضيق حول نجمه المشع، حيث يبلغ شعاع المدار الذي يسلكه حوالي 0.03563 وحدة فلكية.
وعلى الرغم من حركته الدائرية المتناسقة حول نجمه، إلا أنه يبدو أن TrES-2b لا يتمتع بحركة غير اعتيادية تجاهه، حيث يبلغ تفاوته البسيط 0.0، مما يشير إلى أن مداره يقترب إلى حد كبير من الدائرة المثالية.
يمتاز الكوكب TrES-2b بأسلوبه الخاص في الكشف عنه، حيث تم استخدام أسلوب العبور الذي يعتمد على مراقبة تغيُّرات ضؤ النجم الأم أثناء عبور الكوكب أمامه. هذا الأسلوب، المعروف أيضًا بأسلوب العبور، يعتبر وسيلة فعالة لكشف الكواكب الصغيرة والعمالقة على حد سواء.
بهذه الطريقة، تمكَّن العلماء من رصد هذا الكوكب الضخم في سماء الفضاء، ومن خلال جهودهم الدؤوبة والمستمرة، يمكنهم استكشاف المزيد من أسرار الكواكب البعيدة والغامضة، مما يسهم في توسيع فهمنا لطبيعة الكون وتنوعه المدهش.