في إحدى أركان الكون اللامتناهي تتلألأ نجمة تُدعى “ميو ليونيس”، وفي هذا السياق الفلكي المهيب، تظهر لنا إحدى ألسن السحب الفضائية الضخمة، المعروفة بأنها “Mu Leonis b”، كوكب غازي عملاق يندرج تحت فئة العمالقة الغازية. يقع هذا الكوكب العجيب على بُعد يُقدر بـ 106.0 سنة ضوئية من الأرض، ويرفع سُطوعه النجمي إلى حدود 3.86648 مقدار.
تعتبر عملية اكتشاف “Mu Leonis b” أحد الإنجازات البارزة في ميدان علم الفلك، إذ تم رصده لأول مرة في عام 2014، مستخدمين أسلوب الكشف بواسطة السرعة الشعاعية. هذا الأسلوب الفلكي يعتمد على قياس التغيرات في سرعة النجم الأم (Mu Leonis) نتيجة لحركة الكوكب حوله.
أما عن خصائص “Mu Leonis b”، فيبلغ كتلته ضعفين تقريبًا من كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يتميز الكوكب بقطر يزيد بنسبة 18% عن قطر المشتري، مما يجعله يتسم بحجم ضخم يلفت الانتباه في سماء هذا النظام النجمي.
تتميز مدارات “Mu Leonis b” بالقرب نسبيًا، حيث يبلغ نصف قطر المدار حوالي 1.1 وحدة فلكية. وبمعدل دورة دوران حوالي 0.979603 سنة، يقطع الكوكب هذا المسافة في مدة زمنية قصيرة نسبيًا، مما يعكس حيويته ونشاطه في هذا النظام النجمي المعقد.
ما يميز الكوكب أيضًا هو تفاوته الطفيف في مداره، حيث تبلغ الانحرافات المستخدمة لوصف حركته الدورانية حوالي 0.09، مما يجسد تلك التفاصيل الفريدة والمثيرة في هذا العالم الفلكي المجهول.
إن مشاهدة “Mu Leonis b” في سماء الليل تعتبر تحفة فنية لعلم الفلك، حيث يمكن للعلماء والهواة على حد سواء استكشاف أغوار هذا العالم الغامض والتعرف على تفاصيله الفيزيائية بشكل أكبر، مما يسهم في توسيع آفاق فهمنا لتكوين الكواكب وتطور الأنظمة النجمية في الكون.