في أعماق السماء، تتوسط الكواكب الفضائية عالمًا غامضًا يحمل في طياته أسرار الكون وتشكل مصدر إعجاب وتساؤل للإنسان الباحث. تعتبر كوكبًا مثل MOA-2008-BLG-379Lb، الذي تم اكتشافه في عام 2013، جزءًا لا يتجزأ من هذا العجب الفلكي.
تتميز MOA-2008-BLG-379Lb بخصائصها الفريدة والمثيرة، حيث يُعتبر هذا الكوكب العملاق من نوع “Gas Giant”، وهو ينتمي إلى فصيلة الكواكب الغازية التي تتميز بتكوينها الرئيسي من الغازات، وعلى وجه التحديد من الهيليوم والهيدروجين. تكمن سحر هذا العملاق الغازي في بعده الفلكي، حيث يتواجد على بعد يصل إلى 10765.0 سنة ضوئية عن الأرض.
رغم بعده الكبير، إلا أن MOA-2008-BLG-379Lb لفتت انتباه العلماء بفضل طريقة اكتشافها الفريدة، حيث تم استخدام تقنية “Gravitational Microlensing” للكشف عن وجودها. هذه التقنية الابتكارية تعتمد على استغلال تأثير الجاذبية للأجرام الفضائية الكبيرة على الضوء القادم من خلفها، مما يؤدي إلى تعويجه وتكبيره، وبالتالي يُمكن رصدها حتى من بعد غير مباشر.
MOA-2008-BLG-379Lb تتميز أيضًا بخصائصها الفيزيائية المذهلة، إذ يعبر معامل الكتلة الخاص بها عن تفوقها على العملاق الغازي الأشهر، المشتري، بضع مرات، حيث يبلغ مضاعف الكتلة 4.1 مقارنة بكتلة المشتري. كما يظهر أنها تتميز بشكل ملحوظ في الأبعاد أيضًا، حيث يعبر مضاعف النصف القطري عن تجاوزها لحجم المشتري بنسبة 16%.
تدور MOA-2008-BLG-379Lb حول نجمها الأم، حيث يبلغ شعاع مدارها الذي يقيس البعد بين الكوكب ونجمه 2.7 وحدة فلكية، وتستغرق فترة دورانها حول نجمها حوالي 5.9 سنة. تتميز المدارية بانتظام فائق، حيث تظهر قيمة الشذوذ في المدار (الانحراف عن المدار المستديم) بأنها تقترب من الصفر، مما يشير إلى استقرارها الكبير في الفضاء.
إن MOA-2008-BLG-379Lb تمثل جزءًا من مسيرة الاستكشاف الفضائي، حيث يسعى العلماء إلى فهم أصل الكواكب وتطورها، وتلك الأجرام السماوية التي تدور في أنظمة فلكية بعيدة. تواصل هذه الاكتشافات المدهشة إثراء معرفتنا بالكون وتحديد مواقع محتملة للحياة خارج الأرض، مما يفتح الأفق لاستكشافات أعماق الكون وكنوزه الفلكية المذهلة.