في أعماق السماء، تتناثر الكواكب كنجوم لامعة، تحمل في طياتها أسرار الكون وغموض الفضاء اللامتناهي. ومن بين هذه الكواكب، يبرز كوكب يحمل اسم KMT-2018-BLG-1292L b، موجود على بعد يتجاوز 11287 سنة ضوئية من الأرض.
يتميز هذا الكوكب بأنه ينتمي إلى فئة العمالقة الغازية، حيث تعتبر جزءًا من عائلة الكواكب التي تتميز بهياكلها الهائلة وتكويناتها المذهلة. يظهر KMT-2018-BLG-1292L b بوضوح كنقطة لامعة في سماء الليل، ومع ذلك، فإن تألقه الفائق يجعله يختفي عن العيون البشرية، حيث يصعب رصده بواسطة المراصد التقليدية نظرًا لغموض تألقه النجمي الذي يظل غير محدد.
تم اكتشاف KMT-2018-BLG-1292L b في عام 2020، وكان اكتشافه بفضل استخدام أسلوب فريد يعرف باسم “التصغير الثقيل للجاذبية”. هذا الأسلوب يعتمد على قانون الجاذبية وكتلة الكواكب التي تؤثر على مسار الضوء القادم من نجم خلفها. وعندما يمر الضوء عبر حقل الجاذبية الثقيل الناتج عن الكوكب، يحدث انحناء وتشوه للضوء، مما يسفر عن ظاهرة تعرف بالتصغير الثقيل للجاذبية.
وبفضل هذا الاكتشاف، أصبح لدينا الآن فهمٌ أعمق لهذا العالم الغامض المتواجد على الحافة البعيدة للنظام الشمسي. يتميز KMT-2018-BLG-1292L b بخصائص فريدة، إذ يبلغ ضعف كتلته مقارنةً بكتلة المشتري، ويتميز بقطر يعادل 1.15 مرة قطر المشتري. كما يتمتع بمسافة دورية تبلغ حوالي 6.03 وحدة فلكية، ويستغرق 14.2 عامًا لاكتمال دورته الفلكية حول نجمه الأم.
تتجلى عظمة هذا الكوكب في عدم انحراف مداره عن المستوى، حيث يظل ثابتاً بدرجة استثنائية. وفيما يتعلق بطريقة اكتشافه، فإن استخدام تقنية التصغير الثقيل للجاذبية يضيف بعدًا جديدًا إلى علم الفلك، حيث يمكن للباحثين من خلاله فهم تكوينات الكواكب البعيدة دون الحاجة إلى تقنيات الرصد التقليدية.
في النهاية، يظل KMT-2018-BLG-1292L b جوهرة فلكية تلمع في سماء الليل، تحمل معها ألغازًا وتحديات جديدة للباحثين، مما يوسع نطاق فهمنا لهذا الكون الواسع الذي ننتمي إليه.