في الأعماق السحيقة للسماء، تظهر لنا نجمة ساطعة بالقرب منا، وهي Kepler-804، التي أصبحت مصدر إعجاب للعلماء والمهتمين بأسرار الكواكب والفضاء. وفي هذا السياق، نتناول اليوم اكتشافًا مميزًا ومثيرًا في هذا العالم الفلكي المثير، وهو كوكب Kepler-804 c.
يقع Kepler-804 c على بُعد يبلغ حوالي 2119 سنة ضوئية منا، وهو ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earth”. إن لفظة “Super Earth” تثير الفضول والتساؤلات حول خصائص هذا العالم الغامض، الذي يبرز بحجم أكبر وكتلة أثقل مقارنة بكوكبنا الأرض.
في سماء Kepler-804، تظهر هذه النجمة الخافقة بلمعان يبلغ 13.864 درجة، ما يضفي عليها جاذبية خاصة ويجعلها محط اهتمام الباحثين. اكتشاف Kepler-804 c جاء في عام 2016، مما جعله واحدًا من العوالم الجديدة التي أضاءت سماء علم الفلك في تلك الفترة.
فيما يتعلق بخصائص Kepler-804 c، يتميز بكتلة مضاعفة تبلغ 1.55 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يجعله يحمل على عاتقه وزنًا أثقل. وإذا كانت الكتلة تشكل جزءًا من اللغز، فإن النص الكوني يكمن في الأبعاد، حيث يظهر نصف قطر Kepler-804 c بنسبة 1.14 مقارنة بلدينا الأرض. هذا الاختلاف في الأبعاد يلفت الانتباه إلى تنوع الكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي.
تأتي الدورة الدورية لكوكب Kepler-804 c بزمن قدره 0.026557151 يوم، حيث يدور حول نجمه بانتظام ملتزمًا بتلك الفترة الزمنية الدقيقة. تتميز مدارات هذه العوالم البعيدة بخصائصها الفريدة، وهو ما يجعل كل اكتشاف يمهد الطريق لفهم أعماق الفضاء وغموضه.
تعتبر Kepler-804 c من الكواكب ذات التداخل الضئيل، حيث يظهر انحراف المدار أو الاستدارة بشكل طفيف بنسبة 0.0، ما يعني أن حركته حول النجم تتسم بالانتظام والاستقرار.
طريقة اكتشاف Kepler-804 c كانت عبر الطريقة المعروفة باسم “Transit”، حيث تم رصد تغييرات طفيفة في السطوع الناتجة عن مرور الكوكب أمام نجمه. هذا الأسلوب الدقيق يسهم في تحليل خصائص الكواكب البعيدة دون الحاجة إلى رؤيتها مباشرة.
إن Kepler-804 c تشكل جزءًا من سلسلة من اكتشافات الكواكب البعيدة التي تتيح لنا فهم أعماق الكون وتنوع العوالم التي تدور في الفضاء اللانهائي. وبهذا، يظل علم الفلك مجالًا مدهشًا يفتح لنا أبواب الاستكشاف والتساؤل حول أسرار الكواكب والنجوم والكون بأسره.