في العام 2016، اكتشف العلماء كوكبًا جديدًا يحمل اسم Kepler-1124 b ضمن التحقيقات الفلكية المثيرة. يقع هذا الكوكب الرائع على بُعد يبلغ 946 سنة ضوئية عنا، ما يضفي عليه سحرًا وغموضًا لا مثيل له. تلك المسافة الهائلة تجعل من استكشافه تحديًا فلكيًا مثيرًا ومعقدًا، ولكن الفضول البشري لا يعرف حدودًا في استكشاف أغوار السماء.
يتميز Kepler-1124 b بخصائص فريدة ولافتة للنظر، حيث يعتبر من فئة الكواكب الضخمة جدًا، والتي تُعرف بـ “الأرض العملاقة”، أو بالتحديد كوكب فائق الأرض. يبلغ تعتيمه النجمي حوالي 16.745 مغ، ما يضعه في فئة الكواكب التي يصعب رؤيتها بواسطة العيون البشرية. إن هذا اللمعان المُخفَّض يكشف عن مدى بُعد هذا العالم الجديد عنا، مما يضيف للغموض والإثارة لرحلة الكشف الفلكية.
تعتبر الكواكب الفائقة الأرض، والتي يزيد كتلتها عن كتلة الأرض بمرات معينة، مثيرة للاهتمام بسبب تأثيرها المحتمل على البيئة والظروف المناخية فيها. تبلغ الكتلة المضاعفة لـ Kepler-1124 b حوالي 2.18 مرة كتلة الأرض، مما يجعله يندرج ضمن فئة العوالم الضخمة التي قد تكون ذات تأثير هائل على الديناميات الكواكبية في النظام الشمسي الخاص به.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر Kepler-1124 b بأبعاد لا تقل إثارة عن ميزاته الأخرى. إذ يبلغ نصف قطره 1.28 مرة نصف قطر الأرض، مما يجعله يندرج ضمن فئة الكواكب ذات الحجم الكبير. يعزز هذا الحجم الكبير فرصة الاحتمالات العديدة لوجود ظروف سطحية فريدة تشبه أو تختلف عن تلك التي نعرفها على كوكبنا.
يدور Kepler-1124 b حول نجمه الأم بمدار صغير يبلغ حوالي 0.0305 وحدة فلكية، ويتميز بفترة دوران قصيرة تقدر بحوالي 0.007939767 يومًا. تلك الحقائق تجسد تحديًا إضافيًا للباحثين والعلماء، حيث يتطلب فهم الظواهر الفلكية في هذا النظام الفلكي البعيد جهدًا ودراسة مستمرة.
تخطو Kepler-1124 b في دائرته حول نجمه بدرجة من التماثل، إذ يظهر أنه يتسارع قليلاً على مساره المداري. ومع أن الكواكب الفائقة الأرض تعتبر من الظواهر الشائعة في الكون، إلا أنها تعزز الفضول حول كيفية تشكل وتطور هذه العوالم الغامضة.
تم اكتشاف Kepler-1124 b باستخدام طريقة العبور الكوكبي، حيث يتم رصد انحرافات ضوء النجم المضيء عندما يمر الكوكب أمامه. هذا الأسلوب الدقيق للكشف يسمح بتوسيع معرفتنا حول هذا العالم الجديد وسماته الفريدة.
في الختام، يمثل اكتشاف Kepler-1124 b خطوة جديدة نحو فهم أعماق الفضاء والكواكب البعيدة. إنه عالم غامض ينتظر الكثير من الاستكشاف والتحليل العلمي العميق، وهو يلهم العلماء والباحثين لاستكشاف المزيد من أسرار الكون وتوسيع حدود معرفتنا حول الكواكب البعيدة وظواهرها المدهشة.