في أعماق السماء، تتلألأ نجمة صغيرة تُعرف بالإشعاع الفضائي الخافت الذي يحمل اسم K2-380. هذا النجم، الذي يتلألأ بسطوع مغمور تقدر قيمته بحوالي 11.688 وحدة من الكتلة الشمسية، يكشف لنا عن سر من أسرار الكون اللامتناهي. وفي هذا السياق، يبرز الكوكب K2-380 b كجوهرة فلكية تلفت الأنظار.
يطلق على K2-380 b اسم “الزهرة الزرقاء”، وذلك نظرًا لتشابهه البارز مع كوكب المشتري في مجموعتنا الشمسية، ولكن بحجم أصغر يُقدر بنسبة 24.3% من قطر المشتري. يتألف الكوكب من مواد غنية بالماء والغازات، ما يمنحه مظهراً نيبتونياً يلفت الانتباه.
تم اكتشاف K2-380 b في سماء الليل عام 2022، وذلك باستخدام أسلوب الكشف عن العبور الفلكي، حيث يقوم الكوكب بعبور وجوده أمام نجمه الأم K2-380، مما يؤدي إلى تغيير ملموس في كمية الضوء المستقبلة على الأرض. هذه الطريقة الدقيقة والفعّالة في اكتشاف الكواكب خارج نظامنا الشمسي تمنحنا فرصة فريدة لفهم تنوع العوالم الفلكية.
مع كتلة تعادل 7.89 مرة كتلة الأرض، يقدم K2-380 b قاعدة متينة للباحثين لاستكشاف أسرار التكوين الكوني. ومع ذلك، يبقى الغموض يلف السحر الفلكي الذي يكمن في الطبائع الفيزيائية والكيميائية لهذا العالم البعيد.
من اللافت للنظر أن المسافة التي تفصل بين K2-380 b ونجمه الأم تبلغ حوالي 813 وحدة فلكية، ما يجعله عضوًا بارزًا في النظام النجمي. على الرغم من أن المعلومات حول شعاره الدوري ونصف المحور الرئيسي لم تتوفر بعد، إلا أن الحسابات الأولية تشير إلى فترة دوران قصيرة تقدر بحوالي 0.025735795 يومًا.
إن اكتشاف كواكب خارجية مثل K2-380 b يفتح أمامنا أبوابًا جديدة لفهم تطور الكواكب وتشكيلها، مما يسهم في توسيع آفاقنا الفلكية وفهمنا للكون الواسع الذي يحتفظ بالعديد من الأسرار التي لم نكتشفها بعد.