في العالم البعيد والغامض للفضاء الخارجي، يتوسع آفاق استكشاف الكواكب والنجوم لنكتشف عجائب الكون اللامتناهي. تأتي إلينا اليوم معلومات مثيرة حول الكوكب K2-285c، الذي يقع على بعد مسافة تبلغ حوالي 505 سنة ضوئية من الأرض. يعد هذا الكوكب جزءًا من الفصيلة الفلكية المعروفة باسم K2-285، وقد تم اكتشافه في عام 2018.
تتسم النجمة المضيئة المركزية لهذا النظام، والتي يطلق عليها K2-285، بسطوع يبلغ 12.075 درجة، مما يجعلها تظهر كنقطة باهتة في سماء الليل. ومع ذلك، فإن هذا النجم يلعب دورًا حيويًا في حياة الكوكب K2-285c.
تأخذنا هذه الرحلة إلى عالم كوكب K2-285c، الذي يصنف ككوكب من نوع “نيبتوني”، مما يعني أنه يشبه في خصائصه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي. يتسم K2-285c بأبعاد استثنائية، حيث يبلغ ضعف كتلته 15.68 مرة مقارنة بكتلة الأرض. ولتوضيح أبعاده، يعادل نصف قطره 0.315 نصف قطر من كوكب المشتري في نظامنا الشمسي.
من الجدير بالذكر أن الكوكب K2-285c يتبع مدارًا ذا خصائص فريدة، حيث يكمل دورته حول نجمه الأم K2-285 في زمن يقارب 0.01943874 يومًا، مما يعكس سرعته العالية وقربه الشديد من نجمه الأم. ورغم أن مداره يتميز بانحراف بسيط (eccentricity = 0.0)، إلا أن طريقة اكتشافه كانت عبر ظاهرة العبور أو “الترانزيت”.
وبشكل ملفت للنظر، تم تحديد كتلة K2-285c بمعامل يبلغ 15.68 مرة بالمقارنة مع كتلة الأرض، مما يشير إلى أن هذا الكوكب يمتلك كتلة هائلة نسبيًا. وعلى الرغم من أن الاختلاف في الأبعاد بين كوكبنا وK2-285c كبير، إلا أن هذا الاكتشاف يلقي الضوء على تنوع العوالم الكونية.
يعد العامل الأكثر إثارة للفضول هو الطريقة التي تم بها اكتشاف هذا الكوكب، حيث تم رصده بواسطة ظاهرة الترانزيت. في هذه الحالة، يمر الكوكب أمام نجمه الأم، مما يسبب تقليلًا في السطوع المرئي للنجم. وبفضل التقنيات المتقدمة لرصد الفضاء، تمكن العلماء من رصد هذا التغيير الدقيق في السطوع، مما أدى إلى اكتشاف K2-285c.
إن اكتشاف كوكب K2-285c يمثل نقطة بارزة في رحلة الإنسان لفهم أسرار الكون، ويشير إلى تعقيدات وتنوع الكواكب في الفضاء الخارجي. إن هذه المعلومات الفريدة تفتح أفقًا جديدًا للبحث والاستكشاف، وتلهم العلماء والمستكشفين على حد سواء للغوص أعماق أعماق السماء المليئة بالألغاز والإشراقات الفلكية.