في مشهد سماوي مذهل ومدهش يندرج تحت إطار الفضاء اللامتناهي، نجد أنفسنا أمام إحدى أسرار الكون، وهي الكوكب K2-227 b، الذي يعتبر إحدى الجواهر الفلكية التي تم اكتشافها مؤخراً. يأتي اكتشاف هذا العالم الفضائي الرائع في سنة 2018، حيث فتحت لنا التكنولوجيا الحديثة نافذة على عوالم لم نكن نحلم يوماً بالوصول إليها.
يظهر الكوكب K2-227 b كمثال حي على تنوع الكواكب خارج نظامنا الشمسي، حيث يُصنف كـ “سوبر إيرث”، وهي فئة من الكواكب تمتاز بكتلة وشكل يشابهان الأرض، ولكنها تتميز بخصائص فريدة تميزها عن كوكبنا الأزرق.
بلغت المسافة بيننا وبين K2-227 b ما يقارب 611 سنة ضوئية، مما يعني أن هذا العالم السماوي يتواجد في إحدى أطراف الكون البعيد. تتجلى مدى سحره وجماله في اللحظة التي تظهر فيها ضوء نجمه الأم، والذي يبلغ تألقه 12.015 وحدة نجومية، كما يلفت الانتباه بوضوح في سماء الليل.
يعكس K2-227 b جوهره المذهل من خلال خصائصه الفيزيائية المثيرة للاهتمام. إذ يتميز بكتلة تعادل 3.41 مرة كتلة الأرض، مما يضفي عليه وزناً فلكياً يلفت النظر. ومن الجدير بالذكر أن قطره يعادل 1.666 مرة قطر الأرض، ما يجعله يندرج في فئة الكواكب التي تتمتع بحجم استثنائي.
رغم أن معلومات عن مدار K2-227 b لم تكتمل بعد، إلا أن العلماء استطاعوا تحديد فترة دورانه حول نجمه بنحو 0.037234772 يومًا، مما يعكس سرعته الدافعة وحركته الدائمة في فضاء لا نهائي. وتضاف إلى هذه الخصائص ميله المنخفض، حيث يظهر بأنه يسير في مدار مستقيم يشير إلى استقراره الفلكي.
أسلوب اكتشاف K2-227 b استند إلى استخدام تقنية العبور الكوكبي، حيث يتم رصد تلألؤ الكوكب عندما يعبر أمام نجمه الأم، مما يتيح للعلماء فهم مدى تأثيره على ضوء النجم. ومن خلال هذه الطريقة، نجح الباحثون في تحديد خصائصه بدقة، وكشفوا عن أسراره الفلكية.
باختصار، يعد K2-227 b إضافة مهمة إلى قائمة الكواكب الخارجية المكتشفة، حيث يمثل نقطة ضوء للفضاء الواسع الذي يحمل في طياته ألغازاً ومفاجآت لا تنتهي. ومع استمرار الاكتشافات في عالم الفلك، نتطلع إلى مزيد من الفهم حول هذه العوالم البعيدة التي تشكل جزءاً لا يتجزأ من مغامرتنا في استكشاف الكون.