في أعماق السماء، تتألق نجم يُدعى K2-218، يُعتبر من بين النجوم البعيدة التي تبعد عنا بحوالي 1285 سنة ضوئية. هذا النجم، الذي يتألق بلمعان قدره 12.92، يكمن في جزء نائي من الكون، يرسم لنا صورة ساحرة وغامضة في عالم الكواكب البعيدة. ومن بين هذه الكواكب، نجد K2-218 b، الكوكب الذي يشبه كوكب نبتون في تكوينه.
تم اكتشاف هذا العالم السماوي الرائع في عام 2018، حيث ألقى الباحثون الضوء على وجوده من خلال طريقة الكشف عن العبور (Transit). وهو العالم الذي يدور حول نجمه الأم، يأخذنا في رحلة فريدة إلى عوالم لا نعرف سوى القليل عنها.
إحصائيات K2-218 b تعكس التنوع البارز في عالمنا الفلكي. إذ يعبر الكوكب عن وزن يُقدر بحوالي 7.13 مرة من وزن الأرض، مما يجعله ذا كتلة هائلة تضاهي تلك الكواكب العملاقة. وبالنسبة لحجمه، يتفوق K2-218 b على الكواكب الغازية في المجموعة الشمسية، إذ يُقارن قطره بنحو 0.229 مرة قطر المشتري، العملاق الغازي.
رغم أن معظم خصائص الكوكب قد تم التعرف عليها، إلا أن هناك بعض الجوانب التي لا تزال غامضة، مثل نصف قطر المدار الذي يحيط به K2-218 b وفترة دورانه حول نجمه. هل يكمن في هذه الغموضات أسرار تاريخه الكوني وتكوينه الفريد؟
تتحفنا هذه الاكتشافات بفهم أعمق للكواكب البعيدة والتحديات التي تواجه العلماء في استكشاف الكون. إن كل كوكب جديد يفتح أمامنا أبوابًا جديدة من الفهم، ويسهم في توسيع أفق البشرية نحو أبعد نقاط الفضاء اللامتناهي، حيث يتواصل الكون في تألقه وغموضه، يعرض لنا جماليات تكوينه ويدعونا للاستمرار في السعي وراء أسراره.