في أعماق السماء اللامتناهية، حيث تتناثر نجوم الكواكب وتتباهى بألوانها اللامعة، نجد أحدث الاكتشافات الفلكية التي ألهمت عقول الباحثين وفتحت أبواباً جديدة لاستكشاف أسرار الكون. إنها كوكب K2-197 b، عالم غامض يدور في فلك نجم براق بسطوع يبلغ 12.199، يعتبر هذا الكوكب إحدى الجواهر الفلكية التي تأخذنا في رحلة عبر أبعاد الفضاء.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2018، حيث كان باحثونا الفضائيين يسعون إلى الأعماق البعيدة لفهم تنوع الكواكب المحيطة بنجوم أخرى. يقع K2-197 b على بعد 808.0 سنة ضوئية منا، في منطقة تحمل في طياتها أسراراً تنتظر الكشف عنها.
يظهر هذا العالم الفلكي بصفات تشبه تلك التي تميز كواكب نبتون، حيث يعتبر من نوع “نبتوني المثيل”. بل ويتفوق في بعض الخصائص الفريدة، فقد تم حساب قيمة كتلته بنسبة 7.08 مضاعفة لكتلة الأرض، وهو معيار يعكس الضخامة الفائقة لهذا العالم بالمقارنة مع كوكبنا الأزرق.
أما بالنسبة للأبعاد، فيبلغ نصف قطر K2-197 b 0.228 مضاعفة لنصف قطر المشتري، مما يجعله يبرز كجسم كوني ملتف بأسراره حول نجمه الأم. وعلى مدار رحلته الفلكية، يتحرك هذا الكوكب على مدار يبلغ 0.0806 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 0.022997946 عامًا ليكمل دورته الفلكية الواحدة.
رغم هذه التفاصيل الرائعة، يتساءل الباحثون عن طريقة اكتشاف هذا العالم الفلكي، والجواب يكمن في الظاهرة الفلكية المعروفة بالعبور (Transit). فقد تم رصد هبوط كوكب K2-197 b أمام نجمه، مما أدى إلى تغير طفيف في سطوع النجم، وهو ما اكتشفه العلماء بدقة فائقة ومن ثم توصلوا إلى وجود هذا الكوكب الرائع.
في نهاية المطاف، يظهر K2-197 b كلوحة فنية فلكية تجسد تناغم الكواكب والنجوم في رقصة متناغمة في هذا الكون اللامتناهي، وهو يتحفنا بلمحة من إبداع الطبيعة الكونية ويشير إلى الإمكانيات اللامحدودة للاستكشاف في عالم الكواكب والفضاء.