عند النظر إلى السماء اللامعة في الليل، يظهر لنا عالم مدهش مليء بالكواكب والأجرام السماوية، ومن بين هذه العوالم البعيدة يبرز كوكب K2-149 b كواحد من أبرز الكواكب السوبر الأرضية التي تثير اهتمام علماء الفلك والباحثين في مجال الفضاء.
يقع كوكب K2-149 b على بُعد يبلغ حوالي 403.0 سنة ضوئية من الأرض، مما يجعله عضوًا في عائلة الكواكب البعيدة والمثيرة للفضول. يظهر لنا الكوكب بوميض خافت على خلفية اللامعة الفائقة بفضل تألقه الذي يصل إلى 14.543 درجة نجومية، مما يجعله من الأجرام السماوية الصعبة رؤيتها والتي تشكل تحديًا مثيرًا للعلماء.
وما يميز K2-149 b هو أنه ينتمي إلى فئة الكواكب السوبر الأرضية، وهي الكواكب التي تتسم بحجم أكبر قليلاً من الأرض. إذ يُقدر ضعف كتلته بنسبة 3.33 مقارنة بالأرض، وهو معلم مميز يلفت الانتباه إلى تنوع الكواكب خارج نطاق النظام الشمسي.
تم اكتشاف K2-149 b في عام 2018، مما يعني أنه ينضم إلى قائمة العوالم السماوية التي تم اكتشافها حديثًا والتي تثري معرفتنا بالكون المتسع. وفي سياق محدد، تم اكتشاف الكوكب باستخدام طريقة العبور أثناء مراقبة النجوم، وهي تقنية متطورة تتيح للعلماء رصد التغيرات الطفيفة في السطوع النجمي عندما يمر الكوكب أمام نجمه الأم.
معلومات حول خصائص K2-149 b تتضمن نسبة كتلة تبلغ 3.33 مرات كتلة الأرض، ونسبة نصف قطر تبلغ 1.64 مرات نصف قطر الأرض، مما يكشف عن تباين ملحوظ في البنية الفيزيائية لهذا العالم الغامض. تدور الكوكب حول نجمه الأم بمسافة تبلغ حوالي 0.083 وحدة فلكية، ويستغرق فقط حوالي 0.030937715 يومًا لاكتمال دورته الدورية حول نجمه.
من الجدير بالذكر أن K2-149 b يتميز بعدم وجود تمدد في مداره، حيث يتم الكشف عنه باستمرار عن طريق ملاحظة تغييرات في السطوع النجمي الذي يحدث عندما يعبر الكوكب أمام نجمه. وهذا الاكتشاف يمثل إسهامًا هامًا في مجال الفضاء، حيث يساعد على فهم أكثر للظواهر الفيزيائية التي تحدث في الأنظمة الكوكبية البعيدة.
في الختام، يظهر K2-149 b كنافذة فريدة نحو فهم أعماق الكون وتنوعه، ويسهم بشكل كبير في توسيع أفقنا الفلكي وفهمنا للعوالم السماوية التي قد تحتضن حياة أو تكشف لنا أسرارًا جديدة حول الكون اللامتناهي.