في جنوب كوكبنا الأزرق الساحر، تبرز نجمة HU Aquarii AB كواحدة من الكنوز الفلكية الرائعة في سماء الليل. تقع هذه النجمة على بعد حوالي 627 سنة ضوئية من الأرض، مما يجعلها جارة فضائية بعيدة في مجرتنا اللامحدودة.
تتألق HU Aquarii AB بلمعان ساطع، إذ يبلغ تألقها النجمي حوالي 16.183، ما يجعلها غنية بالتاريخ والسحر الكوني. تجلب هذه النجمة معها سرَّ كوكب غازي ضخم يعرف باسم HU Aquarii AB b، الذي تم اكتشافه في سنة 2011. هذا الكوكب العملاق يتسم بنوعه ككوكب غازي، ويمثل إضافة مذهلة إلى سجل الكواكب الخارجية.
HU Aquarii AB b يتميز بخصائص فريدة تجعله واحدًا من العناوين المثيرة في عالم الفلك. يبلغ الكتلة المتضاعفة لهذا العملاق الغازي حوالي 5.9 مرة متعددة بالنسبة إلى كتلة المشتري، مما يجعله واحدًا من الأجسام السماوية ذات الكتلة الهائلة. وعند النظر إلى قطره، يظهر HU Aquarii AB b بتضخيم يبلغ حوالي 1.14 مرة مقارنةً بقطر المشتري، ما يمنحه ملامح فريدة وجاذبية ساحرة.
يدور الكوكب العملاق حول نجمه الأم HU Aquarii AB على مدار مدتها حوالي 3.6 وحدة فلكية، وتبلغ فترة دورته الدائرية حوالي 6.5 سنة، مما يضفي عليه إحساسًا بالتناغم السماوي والدوران الهادئ حول محوره الخاص.
رغم أن التحليلات الدقيقة لهذا العالم الغامض لا تكشف عن تغيّرات كبيرة في شكل المدار، إلا أن استخدام أساليب اكتشاف الفجوات الزمنية للكسوف، أو ما يُعرف بـ “Eclipse Timing Variations”، ساهم في كشف هذا الكوكب وفهم حركته في سماء الليل.
إن اكتشاف ودراسة كواكب مثل HU Aquarii AB b تمثل نافذة علمية تُشِرُّ إلى أعماق الكون وتوفر فرصًا لفهم طبيعة الكواكب الغازية وآثارها على بيئتها الفضائية. يعزز هذا الاكتشاف إمكانية استكشاف عوالم أخرى والتفكير في أسرار الكون بشكل أوسع وأعمق، مما يضفي المزيد من اللمسات الفلكية الجمالية على خريطة الكون اللامتناهي.