اكتشاف كوكب HIP 38594 b

في سماء الكون اللامتناهي، حيث تتراقص النجوم بأنغام الكواكب وتلك الأجرام السماوية التي تحمل قصص الكون المدهشة، نجد أنفسنا أمام إحدى عجائب هذا الكون البعيد. يحمل الفضاء اللامتناهي أسرارًا كثيرة، ومن بين هذه الأسرار يبرز كوكب HIP 38594 b، الذي يشكل واحدًا من أحدث اكتشافات علم الفلك.

يتواجد HIP 38594 b في بُعد يبلغ حوالي 58.0 سنة ضوئية عنا، في سماء تلك المنطقة البعيدة من الكون، حيث يتلألأ ببريق خافت يعكسه النجم الأم HIP 38594 الذي يتمتع بلمعان يصل إلى 9.75 درجة حسب مقياس اللمعان النجمي. هذا الكوكب الفريد يُصنف ككوكب من نوع “نبتوني المشابه”، حاملاً معه سمات تجعله يشبه إلى حد كبير كوكب نبتون الذي يدور حول الشمس في نظامنا الشمسي.

لقد كانت لحظة اكتشاف HIP 38594 b في عام 2020 هي لحظة تاريخية في رحلة الإنسان لفهم أسرار الكون. يتميز هذا الكوكب بخاصية استثنائية تتمثل في كتلته المتعددة، حيث يبلغ مضاعف كتلته نحو 8.1 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يجعله جسمًا فلكيًا ضخمًا يثير الدهشة والتساؤل حول طبيعته وتكوينه.

وعندما نلقي نظرة على أبعاد هذا الكوكب، نجد أن قطره يتجاوز بقليل ربع قطر المشتري، إذ يعادل نسبة الأبعاد نحو 0.247 مقارنة بالعملاق الغازي في نظامنا الشمسي. ولكن لا تقتصر المقارنة على الأحجام فقط، بل تمتد إلى مدار الكوكب حول نجمه حيث يصبح العجيب في تلك الأرجاء. إذ يدور HIP 38594 b حول نجمه بمعدل يقدر بحوالي 0.16618754 سنة، مما يشير إلى أنه يتمتع بحياة فلكية مثيرة ومختلفة.

تأتي اللمحة الفنية لهذا الكوكب من خلال قراءات الطيف الكوني، حيث تم اكتشافه بواسطة أسلوب الكشف باستخدام السرعة الشعاعية. تلك التقنية الرائدة في علم الفلك تسمح بتحليل حركة النجم الأم HIP 38594 وكشف أثر تأثير الكوكب على حركته، مما يفتح أبواباً جديدة لفهم الكواكب البعيدة وخصائصها.

وبهذا، يظهر HIP 38594 b كنقطة ساطعة في خريطة الفضاء، حاملاً معه أسرارًا وراءها عوالم لم يكتشفها إلا عقول البشر المتطورة. هذا الاكتشاف يعزز فهمنا لتنوع الكواكب وتكوينها، ويمهد الطريق لمزيد من الاكتشافات المدهشة في رحلة استكشاف الكون وتفاصيله الغامضة.