عندما نتناول الحديث عن الكواكب خارج نظامنا الشمسي، نجد أن هناك عالماً غنياً بالغموض والإثارة، حيث يتنوع الكواكب ويختلف كل منها عن الآخر بتفاصيله الفريدة. إحدى هذه الكواكب التي تثير فضول العلماء والباحثين هي “HD 97048 b”.
تقع HD 97048 b في نجم HD 97048، وهو نجم يتلألأ بسطوع يبلغ 8.44 درجة، مما يجعله مرئياً من قبل المراقبين الأرضيين. يبعد هذا النجم عنا بمسافة تقدر بحوالي 600 سنة ضوئية، وهي مسافة تجعلها جزءًا من نظام فلكي بعيد يكشف لنا عن جوانب جديدة ومثيرة لفهم الكواكب الخارجية.
ما يميز HD 97048 b هو أنها تعتبر “عملاقة غازية”، أي أنها من فئة الكواكب العملاقة التي تمتلك غلافًا جويًا هائلاً يتكون في الغالب من الهيدروجين والهليوم. تلك الكواكب تمتلك أحجامًا هائلة مقارنة بكواكب نظامنا الشمسي، مما يضيف لغزًا جديدًا إلى تكوينها وتطورها.
تم اكتشاف HD 97048 b في عام 2019، وهو اكتشاف يعزز فهمنا للكواكب خارج نطاق نظامنا الشمسي. إن مضيفنا الفلكي يتميز بمضاعف كتلة يعادل 2.5 مرة كتلة المشتري، الكوكب العملاق في نظامنا الشمسي، مما يجعله أثقل وأكثر كتلة. وعلى صعيد آخر، فإن مضاعف نصف القطر له يبلغ 1.18 مقارنة بنصف قطر المشتري.
ما يثير الاهتمام أكثر هو موقع HD 97048 b في فلك نظامها الفلكي، حيث يدور حول نجمها الأم على بُعد يبلغ حوالي 130 وحدة فلكية. وفي هذا السياق، يستغرق الكوكب حوالي 957.3 يومًا لإكمال دورته حول النجم، مما يعكس نظامًا فلكيًا متماسكًا ومتناغمًا.
تبلغ الشذوذ في مدار HD 97048 b حوالي 0.0، مما يعني أن مدارها يكون دائمًا مستقرًا وغير متقلب. وتم اكتشافها باستخدام أسلوب الديسك كينيماتيك، حيث يتم تحليل حركة الغبار والغاز المحيط بالنجم للكشف عن وجود كوكب يؤثر على تلك الحركة.
إن HD 97048 b تضيف لسجل الاكتشافات الكونية قصةً جديدة، وتفتح نافذة على عالم الكواكب العملاقة خارج حدود نظامنا الشمسي، حيث تلعب دوراً مهماً في فهمنا لتشكيل وتطور الكواكب في مختلف أنحاء الكون.