في السماء اللامعة والغامضة، تتناثر النجوم بألقها وتراقص حول مركزها الساطع، وفي هذا الكون الفسيح تتواجد كواكب لامعة تحمل في طياتها أسراراً تثير فضولنا وتوق لاكتشاف المزيد عن تلك العوالم البعيدة. إحدى هذه الكواكب الغامضة تُعرف بـ “HD 13808 c”، التي تزين سماء الليل بألوانها الجميلة وتحكي قصة فريدة من نوعها.
تتأرجح HD 13808 c في الفضاء البعيد على بُعد يبلغ حوالي 92.0 سنة ضوئية منا، مما يعني أن رؤيتنا لها تأخذنا في رحلة عبر زمن الفضاء. يتلألأ نجمها الأم، الذي يحمل معه لمعانًا يصل تقريبًا إلى 8.36 درجة في مقياس السطوع النجمي، وهو ما يضفي عليها سحراً خاصاً عندما نراقبها من الأرض.
تتميز HD 13808 c بطابعها الفريد، إذ تندرج تحت تصنيف “نيبتونية”، ما يعني أنها تشبه إلى حد كبير الكوكب نبتون في نظامنا الشمسي. تلك الكواكب تظهر عادة بألوان زرقاء جميلة وتحمل في جعبتها أسرار الغلاف الجوي الكثيف والمحيطات العميقة.
تم اكتشاف HD 13808 c في عام 2021، وهو حدث يضاف إلى قائمة الاكتشافات الفلكية المثيرة. يبلغ وزن هذا العالم البعيد تقريباً 9.96 مرة وزن الأرض، مما يجعله أثقل بكثير من كواكبنا المألوفة. وإذا ما قورن بالمشتري، يكون نصف قطره يعادل 0.279 مرة من نصف قطر المشتري، مما يبرز حجمه الضخم بالمقارنة.
تدور HD 13808 c حول نجمها الأم على مدار يبلغ حوالي 0.2554 وحدة فلكية، وتستغرق حوالي 0.14729637 يوماً لاكتمال دورتها الشمسية. تتميز مدارها بشكل غير دائري قليلاً، حيث يصل التمدد في المدار إلى 0.16، مما يمنحها رحلة حول نجمها بأسلوب يشبه اللطيف والجذاب.
تم اكتشاف HD 13808 c باستخدام أسلوب الكشف عن السرعة الشعاعية، حيث يتم تحليل الحركة الدورانية للنجم حول مركز الكتلة المشترك بين الكوكب ونجمه. هذا الأسلوب الدقيق يسمح للعلماء بتحديد خصائص الكواكب البعيدة بدقة، ويفتح أفقًا جديدًا لفهم الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
إن HD 13808 c تشكل إضافة قيمة لفهمنا للكواكب البعيدة، حيث تأخذنا في رحلة سحرية عبر الزمن والفضاء، مما يلهم الباحثين والعلماء على حد سواء لمزيد من الاستكشاف والتساؤل حول أسرار هذا الكون اللامع والغامض.