في السماء اللامعة تتلألأ كواكب لامعة تكاد تكون كجواهر ناثرة في سماء الليل، ومن بين هذه العجائب السماوية يبرز كوكب HD 113996 b بألوانه الساحرة وسحره الفضائي الذي يحمل في طياته أسرار الكون البعيد. يتألق HD 113996 b كعملاق غازي يتوسط الفلك، حيث يتمتع بخصائص فلكية مثيرة تجعله نجماً في عرض السماء الليلية.
بعد عمليات مطولة من البحث والملاحظة، تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2017، حيث أضاءت دراسته الفلكية السماء بأمور لم تكن معروفة سابقاً. يتواجد HD 113996 b على بعد يقارب 379 سنة ضوئية عنا، مما يجعله كوكباً من الأجرام البعيدة التي تشد انتباه علماء الفلك والمهتمين بأسرار الكون.
يتميز HD 113996 b بأبعاد فلكية تلفت الانتباه، فهو عملاق غازي ينتمي إلى تصنيف الكواكب العملاقة، وتكمن روعته في كتلته الضخمة حيث يبلغ ضعف كتلة المشتري. تلك الكتلة الهائلة تجسدت بإضافة مضاعف تقدر بنحو 6.3 مرات كتلة المشتري، وهو ما يعكس مدى ثقل وجاذبية هذا الكوكب الفريد.
وكما يتميز بكتلته الفلكية الهائلة، يبرز HD 113996 b بقطر يعادل 1.14 مرة قطر المشتري، مما يجعله ينافس بجماله وضخامته الكواكب العظيمة في السماء. تشكل هذه الأبعاد الهائلة تحفة فلكية تتحدى مفاهيمنا الحالية عن تشكل الكواكب وتنوعها.
تتداول HD 113996 b حول نجمه الأم HD 113996 بمدار يبلغ نحو 1.6 وحدة فلكية، ويستغرق حوالي 1.7 سنة ليكمل دورته حول هذا النجم اللامع. تتميز المدارية لهذا الكوكب بإرتفاع نسبة التباعد الزاوي بين مداره ومدارات باقي الكواكب، ما يمنحه طابعاً فلكياً استثنائياً.
وما يجعل HD 113996 b محط اهتمام العلماء أكثر هو طريقة اكتشافه، حيث تم استخدام أسلوب الكشف بالسرعة الشعاعية (Radial Velocity)، وهي تقنية دقيقة تعتمد على قياس تغيرات في السرعة الشعاعية للنجوم القريبة. يعتبر هذا الأسلوب من بين أفضل الطرق لاكتشاف الكواكب البعيدة وتحديد خصائصها بدقة.
بهذا يندرج HD 113996 b في قائمة الكواكب الفضائية الغامضة والمبهرة، حيث يتربع عرشاً في سماء الليل ككوكب فريد يحمل في جعبته الكثير من الأسرار التي تتحدى فهمنا للكون وتشد انتباهنا نحو أبعاده وأسراره الفلكية.