في إحدى أقاصي السماء، تتلألأ نجمة GJ 676 A ببريقها الخافت، وفي محيطها السماوي يدور كوكب غامض يُدعى GJ 676 A e. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تبلغ حوالي 52.0 سنة ضوئية، ما يجعله جارًا فضائيًا بعيد المنال ومحط اهتمام العلماء والفلكيين.
نجمة GJ 676 A تتمتع بسطوع يُقدر بـ 9.58 درجة حسب مقياس التألق النجمي، ما يجعلها ضمن النجوم الخافتة في السماء. ومع ذلك، يبرز كوكب GJ 676 A e بفضل وجوده في فتافيت الفضاء، ويعتبر من الأجرام الكونية التي تشبه في خصائصها كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
اكتشف هذا الكوكب الغامض في سماء الليل خلال عام 2012، حينما ألقى العلماء نظرة عميقة إلى أعماق الفضاء باستخدام أساليب الكشف عن السرعة الشعاعية. هذا الاكتشاف المثير أضاف لروائع الكون وأسراره، فقد تمثل GJ 676 A e في نموذج فريد للعلماء لفهم تشكيل الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
فيما يتعلق بخصائص GJ 676 A e، يتسم بكتلة فائقة الضخامة، إذ يبلغ معامل كتلته 6.69167 مرة من كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا جاذبية قوية وغامضة. وإذا كانت ميزته الكتلية تلفت الانتباه، فإن قطره الذي يعادل 0.221 من قطر المشتري يُظهر تنوعًا ملحوظًا في تراكيب الكواكب خارج نطاق الأرض المألوف.
يدور GJ 676 A e حول نجمه الأم GJ 676 A على مسافة تبلغ حوالي 0.180707 وحدة فلكية، ويحتاج إلى حوالي 0.0971937 سنة لاكتمال دورته حول نجمه. تتميز مداره بتوابع مثيرة، حيث يظهر ارتفاع نسبة التحول المداري والتمايل بنسبة 0.15، ما يُبرز التعقيد الديناميكي لهذا العالم البعيد.
لا يكتفي GJ 676 A e بالتألق في السماء بل يشكل تحديًا فلكيًا يُلهم الباحثين والمهتمين بأسرار الكون. اكتشافه يشير إلى تعقيد الطبيعة الكونية ويفتح الأفق لمزيد من الاستكشاف والاستفسارات حول كواكب الفضاء البعيدة، التي تتخفى في زوايا هامة من الكون، تنتظر أن يكشف العلماء عن أسرارها ويكتشفوا المزيد من أسرار هذا العالم اللامتناهي.