في إحدى أركان السماء، تتألق نجمٌ جديد يُعرف بـ “كيبلر-716″، يُضاء سماؤه ببريق لامع يتناغم مع بعد 2071 سنة ضوئية عن الأرض. يندرج هذا النجم ضمن الفئة الفائقة الضوءية بمقدار 15.314، ما يجعله ضمن النجوم اللامعة الملفتة للانتباه. إلا أن ما يميز هذا النجم بشكل خاص هو اكتشاف كوكبين مثيرين يدوران حوله، واكتسبا اسمي “كيبلر-716 c”.
كان للعلماء فرصة استثنائية في عام 2020 للكشف عن هذا الزوج الكوكبي المذهل، والذي يُعتبران من فئة “الأرض الفائقة”، حيث يندرج كلا الكواكب تحت تصنيف “سوبر أرض”. يتسم الكوكب الأول، “كيبلر-716 c”، بكتلة ضعف متعددة مقارنة بالأرض، حيث يبلغ معامل الكتلة 2.52 مرة كتلة الأرض. ومن الجدير بالذكر أن قياسات الكتلة تعتبر محط اهتمام علماء الفلك، حيث تلعب دورًا حاسمًا في فهم التكوين والطبيعة الكيميائية للكواكب.
أما بالنسبة للكوكب الثاني، “كيبلر-716 d”، يتميز بنصف قطر يزيد عن نصف قطر الأرض بمعامل يبلغ 1.393، مما يشير إلى أنه كوكب ذو حجم كبير قليلاً مقارنة بكوكبنا. تلك القياسات تلعب دورًا مهمًا في فهم طبيعة الكواكب وبيئاتها المحتملة.
يحيطان بهذين الكوكبين في محيط فلكي ضيق، حيث يكملان دورة كاملة حول النجم الأم في فترة زمنية تبلغ حوالي 0.0109514035 سنة، وهي فترة قصيرة جدًا بالمقارنة مع أوقات دوران الكواكب الأخرى. يظهر أن المسافة بين الكوكبين والنجم الأم تبلغ حوالي 0.046 وحدة فلكية، مما يشير إلى نظام شمسي ذي ترتيب هندسي دقيق.
إضافة إلى ذلك، تم اكتشاف هذا الزوج الكوكبي باستخدام طريقة العبور (Transit)، حيث يتم رصد انخفاض طفيف في سطوع النجم عندما يعبر الكوكبون أمامه. هذا الأسلوب الابتكاري في الكشف يعزز من قدرة الباحثين على اكتشاف العوالم البعيدة.
باختصار، يعد اكتشاف كوكبي “كيبلر-716 c” تحفة فلكية تضيء سماء البحث الفضائي بألوان جديدة، ويفتح الباب أمام دراسة أعماق الفضاء وتحليل الظواهر الفلكية الساحرة في عوالم بعيدة تُعتبر تحفة فريدة من نوعها في ميدان الفلك وعلوم الفضاء.