في إحدى الزوايا البعيدة للكون، تتلألأ نجمة صغيرة تعرف بالاسم العلمي Kepler-170، تضيء السماء الفلكية ببريقها الخافت وتحمل في طياتها أسراراً لا تعد ولا تحصى حول عوالم لامعة تدور حولها. ومن بين هذه العوالم البعيدة تبرز كوكبان يحملان أسماء Kepler-170 c و Kepler-170 d، ينتميان إلى هذا النظام الشمسي البعيد، حيث يقعان على بُعد يبلغ 2409 وحدة فلكية عنا، ويظهر كوكب Kepler-170 c بريقًا خافتًا بلونه اللامع الذي يشبه الزمرد، في حين ينقل كوكب Kepler-170 d نفسه بأناقة في مداره الفضائي الواسع.
تكشف قوائم المعلومات العلمية الوافية عن جمال وتنوع هذين الكوكبين، حيث يُصنفان ككواكب من نوع “نيبتوني”، مماثلين في خصائصهم إلى حد كبير للعملاق الغازي نبتون في نظامنا الشمسي. يعتبر كوكب Kepler-170 c بمثابة لوحة فنية متألقة، حيث يتميز بكتلة تعادل 8.55 مرة كتلة الأرض، مما يجعله كوكبًا ذا كتلة مُعَدِّلةٍ مرتفعة بشكل لافت. أما بالنسبة للشكل والحجم، فيبرز Kepler-170 c بقطر يعادل 0.255 مرة قطر المشتري، مما يمنحه هيئة فريدة وشكلًا يشد الانتباه في عالم الكواكب.
وبالنظر إلى مداره الذي يتجاوز السماء، يكمن Kepler-170 c في مسافة تقدر بحوالي 0.131 وحدة فلكية من نجمه الأم، يكمل دورته حوله بفترة زمنية تبلغ 0.045722112 عامًا، ويتميز بانحراف بسيط في مساره المداري يساوي صفر، وتم اكتشافه بواسطة طريقة العبور الكوكبي في عام 2014. يضيء لنا هذا الاكتشاف بفتح أبواب الفضاء البعيد، ممهدًا الطريق لفهم أعماق الكون وتاريخه المليء باللحظات الساحرة.
أما كوكب Kepler-170 d، فيظهر كنجمٍ آخر في هذا السماء البعيدة، حيث يحمل معه ثقلًا جماليًا يتجاوز الوصف. بكتلةٍ تعادل 8.55 مرة كتلة الأرض، ينسجم Kepler-170 d بتناغم مع الكون من حوله. وبالرغم من قطره الذي يعادل 0.255 مرة قطر المشتري، إلا أنه يبرز بتوازن ملحوظ يمنحه هيئةً جاذبة. وكما هو الحال مع الأخ الأكبر Kepler-170 c، ينجح Kepler-170 d في تكميل دورته حول نجمه بفترة زمنية تبلغ 0.045722112 عامًا، ويسير في مدارٍ مستقيم لا يتسم بالانحراف.
تكمن فخر اكتشاف هذين الكوكبين في الأساليب الحديثة والدقيقة لرصد العبور الكوكبي، حيث تمت متابعة حركتهما بدقة فائقة وتحليل خصائصهما بعناية متناهية. ومع كل نقرة على لوحات الفضاء الرقمية، تتكشف لنا أسرار هذه العوالم البعيدة، تجعلنا نتساءل ونتأمل في أعماق الكون وما يمكن أن يخبئه لنا في المستقبل.