من بين العوالم السماوية التي تحمل أسراراً وألغازاً تثير الفضول، تبرز WASP-46 b كواحدة من الكواكب الغازية العملاقة التي تدور حول نجمها الأم، وتعتبر من المذهلات في عالم الفلك وعلم الكواكب خاصة. تبعد WASP-46 b مسافة تقدر بحوالي 1224.0 سنة ضوئية عن الأرض، وهي تدور حول نجمها الأم بشكل متجاوب تقريباً مع نجمها بانتظام معدل على مدار يُقدر بنحو 0.02335 وحدة فلكية.
تم اكتشاف WASP-46 b في عام 2011، وهو يُصنَّف ككوكب غازي عملاق، ما يعني أنه يتألف بشكل رئيسي من الهيدروجين والهليوم مع طبقة خارجية غازية سميكة تجعله يتميز بحجمه الضخم وكثافته المنخفضة. يبلغ القطر الكلي لهذا العملاق الغازي حوالي 1.174 مرة قطر المشتري، ويتمتع بكتلة تقدر بنحو 1.91 مرة كتلة المشتري، مما يجعله من الكواكب الأكبر حجماً وأثقل كتلة في النظام الشمسي الخاص به.
تدور WASP-46 b حول نجمها الأم بفترة دوران تبلغ حوالي 0.003832991 يوم، وهو ما يشير إلى أنه يكمل دورته حول النجم بسرعة نسبية. تبلغ متوسط سطوع النجم الأم حوالي 13.043 مقدار رؤوس الأقزام البيضاء، مما يجعلها أقل سطوعاً من الشمس بكثير.
أما بالنسبة لطريقة اكتشافها، فقد تم اكتشاف WASP-46 b باستخدام طريقة العبور أو الانتقال (Transit)، حيث يتم رصد تغيُّرات ضؤ النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يؤدي إلى تقليل السطوع الظاهري للنجم بشكل طفيف ومؤقت، وهو ما يمكن اكتشافه ورصده بواسطة الأقمار الصناعية والتلسكوبات الفضائية المتخصصة في رصد الكواكب الخارجية.
يعتبر WASP-46 b إضافة مثيرة لعالم الفلك، حيث يساعد في فهم عمليات تشكل وتطور الكواكب الغازية وديناميكياتها، ويوفر نموذجاً مثيراً للدراسة لفهم التنوع الكوكبي وتأثير الظروف المحيطة على خصائص الكواكب الخارجية في الكون الواسع.