في إحدى الزوايا البعيدة من الفضاء، حيث تتجلى ألوان الكواكب وتتداخل ضوء النجوم، تبرز نجمٌ لامع يُعرف بـ TOI-1288. يقع هذا النجم على بُعدٍ يبلغ 375 سنة ضوئية عن الأرض، ورغم بُعده الكبير، يتألق بقوة بمقدار تحقيقه لسطوع يبلغ 10.445 درجة حسب المقياس المطلوب لتحديد السطوع النجمي.
ومع تسليط الضوء على أحد الأقمار التابعة لهذا النجم، يظهر أمام أعين المستكشفين الفضائيين كوكب غازي عملاق، يحمل اسم TOI-1288 c. تم اكتشاف هذا الكوكب في سماء الفضاء خلال عام 2022، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العلماء والباحثين في ميدان علم الفلك.
بالنظر إلى خصائص TOI-1288 c، نجد أنه يتمتع بخصائص فريدة تميزه عن غيره من الكواكب الغازية العملاقة. فبالنسبة للكتلة، يبلغ وزن TOI-1288 c نسبة 0.26429 من كتلة المشتري، العملاق الغازي الأبرز في نظامنا الشمسي. وعندما نتحدث عن الحجم، يظهر أن قطر هذا الكوكب يعادل 98% من قطر المشتري، مما يضفي عليه هيكلًا فريدًا وجذابًا في سماء TOI-1288.
لكن الغموض يكمن في بيانات تدور حول بعض الخصائص الفلكية لهذا الكوكب، حيث تظهر بعض القيم بصورة “NaN” أو “غير معرفة”. على سبيل المثال، لا يتوفر لدينا بيانات دقيقة حول المسافة المحيطة بالدوران حول نجمه الأم، كما أن الفترة الزمنية المستغرقة لإكمال دورته حول نجم TOI-1288 لدينا هي 1.2128679 يوم، مما يجعله كوكبًا ينتقل بسرعة في مداره.
يُشدد على أن طريقة اكتشاف TOI-1288 c كانت من خلال استخدام تقنية السرعة الشعاعية، حيث يتم رصد الاضطرابات في حركة النجم الأم نتيجةً لجاذبية الكوكب المدار حوله. هذا الاكتشاف المبهر يعكس تطور العلم الفلكي والتكنولوجيا المستخدمة في رصد ودراسة الكواكب خارج نظامنا الشمسي.
وبهذا الاكتشاف، تتوسع آفاق فهمنا للكواكب الغازية خارج حدود نظامنا الشمسي، ويتيح لنا TOI-1288 c فرصة استكشاف مدى تنوع وتعدد الكواكب في الكون، وكيف يمكن لظروفها المحيطة أن تلعب دورًا في تحديد خصائصها المثيرة والفريدة.