في إحدى الزوايا النائية والمليئة بأسرار الكون، تبرز كوكبٌ جديد يدعى K2-384 b، كشاهد على روعة الكون وتنوعه اللامحدود. يقع هذا الكوكب البعيد عنا بمسافة تبلغ 270 وحدة فلكية، حيث يظهر بلمعان نجمي يقدر بـ 16.12 درجة في مقياس السطوع النجمي، مما يجعله جزءًا من السماء الليلية الساحرة للمراقبين الفلكيين الذين يغامرون بالتحديق في أعماق الفضاء.
K2-384 b ينتمي إلى فئة الكواكب الضخمة المعروفة باسم “Super Earth”، وهو تصنيف يلفت النظر إلى كونه أكبر قليلاً من كوكب الأرض، مما يفتح أفقًا جديدًا للاستكشافات الفلكية والتساؤلات حول طبيعته وتكوينه.
تم اكتشاف هذا الكوكب الرائع في عام 2022، حيث تحدى العلماء الحدود واستخدموا تقنيات الرصد والمراقبة للكواكب المارة باستمرار للكشف عن هذا الجسم السماوي الذي يحمل العديد من الألغاز والأسرار.
معامل الكتلة لهذا الكوكب يبلغ 1.26 مرة مقارنة بكتلة الأرض، مما يجعله كتلةً ضخمة ومثيرة للاهتمام. أما عن قطره، فيتجاوز الأرض بنسبة 1.076 مرة، مما يمنحه شكلاً غير تقليدي يثير فضول الباحثين والمهتمين بعلم الفلك.
تتميز مداره بميزة فريدة، حيث تظهر قيمة نصف قطر المدار بشكل غامض باعتبارها “nan”، مما يشكل تحدياً إضافياً للعلماء لفهم حركته وموقعه بدقة أكبر. وتتيح فترة دورانه القصيرة، التي تبلغ 0.006023272 يومًا، للباحثين فرصة فريدة لدراسة التأثيرات البيئية على هذا الكوكب الغريب.
بالإضافة إلى ذلك، يظهر هذا الكوكب ككوكب مارٍ، حيث تم اكتشافه باستخدام طريقة العبور (Transit)، وهي طريقة دقيقة تعتمد على رصد التغيرات في سطوع النجم الأم خلال عبور الكوكب أمامه. هذه التقنية المعقدة تساعد على استكشاف التركيب الجيولوجي والجوي لهذا العالم البعيد.
في ختام هذه الرحلة السفر الفلكية، يظهر K2-384 b كلوحة فنية في فضاء الكواكب، تتحدى الأذهان وتفتح آفاقًا جديدة لفهم أعماق الكون وتشجع على المزيد من الاستكشافات والبحث العلمي.