عندما نتناول النظر إلى السماء اللامعة في الليل، يمكن لعقولنا البشرية الرحيل بعيدًا عن هموم الحياة اليومية والغموض اللامتناهي للفضاء يتجلى أمامنا. وفي إطار هذا الاكتشاف المستمر لأسرار الكون، يبرز في سماء الفلك نجمٌ لامع يُعرف بـ”HIP 65407″، وفي محيط هذا النجم يكمن عالمٌ جديد، كوكبٌ يحمل اسم “HIP 65407 c”.
من الناحية البصرية، يتميز نجم HIP 65407 بلمعانه الذي يُلهم الرومنسية والفضول لدى عشاق الفضاء. يبلغ تألقه النجمي حوالي 9.38 درجة، ما يجعله يظهر بوضوح في سماء الليل. ومع أنه قد يكون هذا النجم مشرقًا في سماء الليل، إلا أن محط اهتمامنا الحالي يتعلق بكوكبه المصاحب، HIP 65407 c.
HIP 65407 c هو عملاق غازي ينتمي إلى فئة الكواكب العملاقة التي تكونت في محيطات الفضاء الواسعة. يبلغ البُعد الذي يفصل بين هذا العملاق الغازي ونجمه الأم نحو 202 وحدة فلكية، مما يجعله يتدحرج في مداره حول نجمه بأناقة فائقة.
ما يلفت الانتباه أكثر هو الطريقة التي تم اكتشافه بها، حيث تم رصد هذا الكوكب البعيد باستخدام أسلوب السرعة الشعاعية. وقد كانت لحظة الكشف عن وجود هذا الكوكب الجديد في سماء HIP 65407 للمرة الأولى في عام 2016. كانت هذه اللحظة لحظة فريدة تمثل تقدمًا جديدًا في فهمنا للكواكب خارج نظامنا الشمسي، وتسليط الضوء على التحديات والأسرار التي تعترضنا في استكشاف هذا الكوكب الغامض.
فيما يتعلق بخصائصه، يأتي HIP 65407 c بكتلة تعادل 0.784 مرة من كتلة المشتري، وهو معلم يمثل قياسًا لكتلة الكوكب الجديد مقارنةً بالعملاق الغازي الرائد في نظامنا الشمسي. وكما يتضح من الأرقام، يظهر الكوكب بحجم أكبر من المشتري بنسبة 1.24، مما يجعله يبرز ككوكب ذو أبعاد مثيرة للتساؤلات والاستكشاف.
لا ينبغي تجاوز نظرة الى المدار الذي يسلكه HIP 65407 c حول نجمه، حيث يتميز بمسافة بلغت 0.316 وحدة فلكية. يتخذ الكوكب مدة زمنية تقدر بحوالي 0.18425737 سنة لاكتمال دورته حول نجمه، وهذا يعكس الحركة الأنيقة والمتناغمة له في فضاءات الكون.
وبينما يتأمل الإنسان في هذا الاكتشاف الفلكي، يجد نفسه يعود في الزمن إلى العام 2016، العام الذي أُعلن فيه عن اكتشاف هذا الكوكب المدهش. تلك اللحظة التي شكلت فارقًا في مسيرة الاستكشاف الفلكي، وفتحت أفقًا جديدًا للبحث والفهم الأعمق حول الكواكب البعيدة.
وفي الختام، يظهر HIP 65407 c كلوحة فنية في عالم الكواكب البعيدة، تتحدى عقول العلماء وتلهم الفضول والبحث المستمر. إنها ليست مجرد كوكب بعيد، بل هي فرصة لنلقي نظرة أعمق على أسرار الكون، وربما تكون بداية لاستكشافات مستقبلية تكشف المزيد من أسرار هذا العالم الفلكي الرائع.