تعد الكواكب خارج نظامنا الشمسي مصدرًا مثيرًا للاهتمام ودراسات علم الفلك، وإحدى هذه الكواكب المذهلة التي تم اكتشافها هي HD 65216 c. يقع هذا العالم السماوي البعيد على بعد حوالي 115 سنة ضوئية من الأرض، في منطقة نائية من الفضاء العميق، حيث تتجلى أسرار الكون اللامتناهي.
تتميز HD 65216 c بخصائص فريدة تجعلها تبرز بين باقي الكواكب الغازية. تمتلك كتلة تعادل ضعف كتلة المشتري، العملاق الغازي الذي يشكل مركز نظامنا الشمسي. وفيما يتعلق بالقطر، يظهر أن HD 65216 c يتفوق بنسبة 19% على المشتري، وهو أمر ملفت للنظر ويثير التساؤلات حول تكوينها الدقيق وطبيعتها الفريدة.
لا يقتصر التميز على الأحجام فقط، بل يتعداه إلى الحركة الدورية للكوكب حول نجمه الأم، حيث يبلغ شعاع المدار حوالي 5.75 وحدة فلكية، ويستغرق HD 65216 c حوالي 14.7 يومًا لاكتمال دورته حول نجمه. يضاف إلى ذلك تفاصيل مثيرة للاهتمام حول الشكل البيضاوي لمدارها، حيث يظهر أن الكوكب يبتعد قليلاً عن الدائرة المثالية بنسبة تصل إلى 17%.
تم اكتشاف HD 65216 c في عام 2013 باستخدام أسلوب الكشف عبر السرعة الشعاعية، حيث يُلاحظ تأثير كتلة الكوكب على حركة نجمه الأم، مما يؤدي إلى تحول في الطيف الضوئي للنجم. يعكس هذا الاكتشاف التقنيات المتطورة والتقدم المستمر في مجال رصد الكواكب خارج نطاق النظام الشمسي.
رغم أن الكواكب العملاقة الغازية قد تكون شائعة في الكون، إلا أن HD 65216 c تقدم للعلماء فرصة فريدة لفهم تنوع الكواكب الخارجية والعوامل التي تحدد تكوينها وتطورها. بالإضافة إلى ذلك، فإن دراستها تسلط الضوء على التحديات المستمرة والتطورات التكنولوجية في مجال الكشف عن الكواكب البعيدة، مما يعزز فهمنا للكون ويفتح أبوابًا جديدة لاستكشافات مستقبلية في أعماق الفضاء اللامتناهي.