تمتلك الكواكب والأجرام السماوية داخل مجراتنا الفضائية خصائص فريدة وتاريخاً مثيراً يندرج ضمن قصص اكتشافاتها. ومن بين هذه الكواكب الفائقة الإثارة، نجد كوكب HD 202696 b، الذي يعد واحدًا من الأعين البعيدة في عالمنا الفلكي.
تتميز HD 202696 b بموقعها البعيد في سماء الليل، حيث تتواجد على بعد حوالي 615 سنة ضوئية من الأرض. يتلألأ هذا العملاق الغازي في سماءها بلمعان لامع يعكس قوة النجم الذي يدور حوله، حيث يبلغ تألق هذا النجم حوالي 8.23 درجة، ما يجعله من النجوم القريبة.
تعتبر HD 202696 b من فئة العمالقة الغازية، وتتميز بكتلة تعادل تقريباً مضاعفين من كتلة المشتري. وفي عالم الكواكب، يُعد هذا العملاق الغازي جزءًا من الفئة الفريدة التي تبرز بسبب تكوينها وهيكلها الفيزيائي الذي يتسم بالغموض والتعقيد.
تم اكتشاف هذا العالم الفضائي المثير في عام 2019، حيث شكّل الاكتشاف نقطة فارقة في تاريخ الفلك. ومن خلال استخدام طريقة الكشف بالسرعة الدورانية، تمكن العلماء من رصد تأثير جاذبية HD 202696 b على حركة نجمها الأم، مما أتاح لهم التأكيد على وجود هذا العملاق الفضائي.
تتميز خصائص هذا العمل الفلكي بالتنوع، حيث يبلغ نصف قطره نحو 1.566 مرة من نصف قطر المشتري، مما يجعله يندرج ضمن فئة العمالقة. تدور HD 202696 b حول نجمها الأم في فترة زمنية قدرها 1.4 سنة، وتتميز بإشارات خفيفة من التفاوت في مسارها المداري مع انحراف يبلغ 0.01، مما يجسد التعقيد الديناميكي لهذا النظام الكوكبي.
تلعب طريقة الكشف بالسرعة الدورانية دورًا حاسمًا في استكشاف هذه الكواكب البعيدة، حيث تسمح برصد تأثيرات الجاذبية الناتجة عن وجود كوكب على حركة نجمه. وبفضل هذه التقنية، يتسنى للعلماء استكشاف وتحليل الخصائص الفيزيائية لعوالمنا الفضائية بطريقة دقيقة وشاملة.
إن HD 202696 b، كعضو في عائلة الكواكب الغازية، تشكل نقطة اهتمام مثيرة للعلماء والباحثين في مجال الفلك، إذ تفتح الأبواب أمام فهم أعماق الفضاء وتكوينه. إن هذا العمل الفلكي يسهم في توسيع آفاقنا وفهمنا لعجائب الكون، مما يجعله واحدًا من النقاط المحورية في مسيرة الاستكشاف الفضائي.