في إحدى أركان السماء اللامعة والمليئة بأسرار الكون، يتوسط نجم يحمل اسم “CoRoT-3″، والذي يتألق بسطوع يبلغ 13.448 درجة. وفي هذا النظام النجمي، نكتشف واحدًا من أسرار الفضاء البعيدة، كوكب غازي عملاق يُعرف بـ “CoRoT-3b”.
تألق هذا العملاق الغازي يبدو وكأنه يحمل سر الكواكب البعيدة، إذ يقدر بكتلة تعادل 21.66 ضعف كتلة المشتري، العملاق الغازي في نظامنا الشمسي. يتميز “CoRoT-3b” بقطر يبلغ 1.01 مرة قطر المشتري، مما يعكس تنوعاً مثيراً في تكوينات الكواكب المكتشفة في الكون الواسع.
يدور هذا العملاق الغازي حول نجمه الأم، “CoRoT-3″، على بُعد يبلغ 0.05783 وحدة فلكية، ويحتاج إلى حوالي 0.011772759 يومًا لاستكمال دورته الشمسية. يتميز نظام CoRoT-3 أيضًا بتمركز تقريبي لدوران الكوكب حول نجمه، حيث يظهر أن الكوكب يتبع مداراً دائريًا تقريبًا مع انحراف بسيط لا يتجاوز الصفر.
تم اكتشاف “CoRoT-3b” في عام 2008 باستخدام أسلوب الكشف عبر عبور الكوكب أمام نجمه، وهو ما يُعرف بالعبور الكوكبي. هذا الأسلوب يتيح للعلماء رصد تغييرات طفيفة في سطوع النجم عندما يمر الكوكب أمامه، مما يساعد في استنتاج خصائص الكوكب وحركته في المدار.
تكمن أهمية اكتشاف “CoRoT-3b” في فهم أعماق الفضاء والتنوع الكوني. إن معرفتنا بالكواكب البعيدة تسهم في رحلتنا المستمرة لفهم تكوين الكون وقوانينه الطبيعية. ومع كل اكتشاف جديد، نفتح صفحة جديدة في كتاب الكون، حيث يستمر الإنسان في استكشاف أسرار الفضاء اللانهائي، محاولاً كشف ألغاز الكواكب وتكوينها، والتي تبقى محط إعجاب وتساؤل للإنسان.