“معتزلة البصرة وبغداد” للكاتب رشيد الخيُّون يعتبر عملًا استثنائيًا يجسد الغنى الثقافي والفكري في تاريخ الإسلام. يمتزج الكتاب بين تاريخي البصرة وبغداد، حافظًا على تفاصيلهما بعناية فائقة، ليقدم للقارئ لوحة فريدة ترصد تطور الفكر الإسلامي في هاتين العاصمتين الثقافيتين.
تألَّق الكاتب في استنطاق تفاصيل الاعتزال ومقالات شيوخه، مما جعل الكتاب ليس مجرد توثيق للأحداث التاريخية والشخصيات، بل إشارة إلى مدى تأثير الفكر الاعتزالي على الحياة الفكرية والاجتماعية في ذلك الزمان. يبرز الكتاب كأرشيف ثقافي يستحضر للقارئ الجوانب العميقة للعقل الإسلامي في مواجهة التحديات المعاصرة.
المؤلف، رشيد الخيُّون، ينقلنا ببراعة إلى عالم الاعتزال ويقدمه لنا كموروث ثقافي يتجلى في مقالات الشيوخ، مما يجعل القارئ يعيش اللحظات الفكرية والروحية التي عاشها أولئك العلماء. يعمل الكتاب على تحفيز القارئ لاستكشاف أعماق العقل الإسلامي وفهم أفق الفكر الديني.
تتسم الكتابة بأسلوب فائق الجمال، حيث يعيش القارئ تفاصيل النصوص والمفاهيم بشكل واقعي. يُعتبر الكتاب إضافة قيمة للمكتبة الإسلامية، إذ يفتح أفقًا للفهم العميق للحركات الفكرية والمذاهب الإسلامية.
“معتزلة البصرة وبغداد” يمتد عبر 608 صفحات، مما يمنح القارئ فرصة لاستكشاف العديد من الأفكار والمفاهيم المتعلقة بالحركات والمذاهب الإسلامية. يأتي الكتاب في غلاف ورقي يعزز جاذبيته ويجعله قطعة فنية في مكتبة كل محب للقراءة والاطلاع.
“معتزلة البصرة وبغداد” من إصدارات دار النشر “جسور للترجمة والنشر” لعام 2017، ويُعتبر إسهامًا مهمًا في توثيق وفهم تاريخ وثقافة الإسلام.