في العمق اللامتناهي للفضاء السماوي، حيث تتناثر نجوم الكواكب بترتيب هندسي يدهش العقول، تظهر لنا كواكب مدهشة تروي قصصًا لا تنتهي عن خفايا الكون وأسراره العظيمة. أحد هذه الكواكب الساحرة التي تطل علينا من بعيد هي “كيبلر-875 ب”، الكوكب الذي ينتمي إلى عائلة الكواكب العملاقة الشبيهة بكوكب نبتون.
في سماء الليل العميقة، يبعد كيبلر-875 ب عنا بمسافة تبلغ 4053.0 سنة ضوئية، حيث يظهر بريقه الفضي بلمعان يصعب تصديقه، إذ يتميز بتألق نجمي يبلغ 15.357 درجة. هذا الكوكب السحري يعبر عن نموذج فريد من نوعه، حيث يشبه في خصائصه كوكب نبتون في نظامنا الشمسي.
تم اكتشاف كيبلر-875 ب في عام 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العلماء والباحثين في مجال علم الفلك. يُعد الكوكب ضمن الفئة الفلكية التي تشبه كواكب نبتون، ويتميز بكتلة مضاعفة تبلغ 8.75 مرة قياسية مقارنة بالأرض، مما يجعله جسمًا فلكيًا ضخمًا وغنيًا بالتفاصيل الغامضة.
فيما يتعلق بأبعاده، يبرز كيبلر-875 ب بشكل لافت، حيث يكون نصف قطره 0.259 مرة نصف قطر المشتري، الكوكب العملاق الذي يسيطر على الجزء الأكبر من مجموعتنا الشمسية. تلك الأرقام تكشف عن تنوع وتعدد في تكوين هذا العالم الغامض، وتدفعنا إلى الاستفسار عن أسرار بنيته الداخلية وتأثيراته الجاذبية.
تدور كوكبنا حول نجمه بمسافة تبلغ 0.1771 وحدة فلكية، ويتسارع في مداره بفترة دورية تقدر بحوالي 0.075290896 سنة. يظهر في مساره الدائري بدقة فائقة، حيث تتناغم حركته مع نغم الكون بطريقة تدهش عشاق الفلك والفضاء.
تستند عملية اكتشاف كيبلر-875 ب إلى الطريقة الفلكية المعروفة باسم “العبور”، حيث يتم رصد تأثير الكوكب على ضوء نجمه الأم خلال مروره أمامه. هذه الطريقة الدقيقة تتيح للعلماء دراسة تفاصيل الكواكب البعيدة وتحليل تكوينها وخصائصها بدقة.
في الختام، يبقى كيبلر-875 ب كوكبًا فريدًا يندرج في سجل الاكتشافات الفلكية الحديثة، ملفتًا للأنظار بجماله وغموضه. يرسم في سماء الفضاء لوحة من الدهشة والتساؤلات، محفوفة بتفاصيله الفلكية الرائعة والتي تمثل نقطة فريدة في خريطة الكون.