تتناغم كواكب الفضاء بألف خيوط من السرد الفلكي، وتلك الخيوط تتداخل لتكوِّن قصة تتحدث عن عجائب الكون وتفاصيل لا تُضاهى عن كواكبه. في سجلات المجرات البعيدة والسحر الفلكي، نجد أنفسنا أمام إحدى اللآلئ الفلكية، التي أطلق عليها اسم “كيبلر-604 ب”. تلك الكوكب البديع ينتمي إلى فصيلة الكواكب الشبيهة بكوكب نبتون، حيث يكمن سحره في كونه عالمًا غامضًا يرقد في أعماق الفضاء.
على بُعد يبلغ 3348.0 سنة ضوئية، يتلألأ كوكب “كيبلر-604 ب” في سماء الكون كنجمٍ براق يحمل معه أسرار الكواكب البعيدة. بلمعانه الذي يبلغ 14.791 درجة في المغناطيس الفلكي، يثير فضول المستكشفين الفضائيين الذين يسعون لفهم أعماقه وجوانبه الغامضة.
اكتشف هذا الكوكب الرائع في سنة 2016، ومنذ ذلك الحين، أصبح محط اهتمام العلماء والعقلاء الفضائيين الذين يتسائلون عن أسراره وتكوينه. تبلغ كتلته مضاعفًا بنسبة 7.22 مقارنة بالأرض، مما يضفي عليه وزنًا هائلا يعكس تنوع الكواكب في الكون. يأخذ الكوكب هذا مقارنة بنصف قطر الزهرة بنسبة 0.231، وهو متسامح على نحو مذهل مع الأحجام المتفاوتة للكواكب في نظامنا الشمسي، حيث يظهر الاختلاف الكوني الساحر.
يكمن “كيبلر-604 ب” في مدار يبلغ نصف قطره 0.1735، وينعقد في مكانه بفخر محدد بمدة دوران تبلغ 0.070910335 سنة. تمتاز الدورة الدائرية للكوكب بخصائص فريدة، حيث تبلغ الشذوذ في شكل المدار نسبة صفر، مما يعكس استقراره الفلكي الذي يلهم الباحثين ويدهشهم.
وفي عملية الكشف الفلكي، استخدم العلماء أسلوب العبور، حيث يمر الكوكب أمام نجمه الأم ليُظهر تلك اللحظات الساحرة من التعتيم الكوني. تكمن جاذبية هذا الاكتشاف في البُعد الفلكي الكبير والخصائص الفريدة التي تكمن في هذا العالم السماوي. إن “كيبلر-604 ب” يروي لنا حكاية عن جمال الكون وتعقيداته، ويثير التساؤلات حول كيفية تشكُّله وتطوره عبر زمن لا نهاية له.